طرحت شركة «تيسلا» الأميركية سيارتها الكهربائية الجديدة للتقييمات الحماسية، ووصفها أحد تلك التقييمات بأنها «السيارة الأكثر أهمية في العالم حالياً». وعموماً، أشارت التعليقات على السيارة التي أُطلق عليها اسم «مودل 3» إلى أن المنتج جاء على قدر المتوقع. فأسعار الألواح الشمسية تراجعت كثيراً، وثمة أنباء سارة من حين لآخر حول حدوث قفزة في تطوير بطارية موفرة وأكثر قدرة على التحمل. وجلّ تلك التطورات من شأنها تعزيز آفاق الطاقة النظيفة. لكن قد يتصور المرء أن ذلك يعني أن تباطؤ الإنتاج في الولايات المتحدة يوشك على الانتهاء، لكن تلك الأنباء، ولسوء الحظ، ليست جيدة بقدر ما تبدو عليه للوهلة الأولى. والحقيقة أننا متخصصون في ممارسة جديدة تسمى «الابتكار الدفاعي»، وهو ابتكار منتج أو قدرات جديدة للوقاية من كارثة وشيكة، مثل أسوأ سيناريوهات التغير المناخي. وبالطبع، من المهم أن نمارس «الابتكار الدفاعي»، لكن لا ينبغي أن نخلط بينه وبين «التقدم». فالدفاع يمنع فقط مستويات المعيشة من التراجع. ولعل الردود العسكرية على التهديدات الأجنبية مثالاً آخر للابتكار الدفاعي، فالمخاطر والتكاليف المحتملة للحرب السيبرانية تتصاعد بشكل سريع، وتبدو التهديدات الإرهابية أكثر مما كانت عليه في ثمانينيات أو تسعينيات القرن المنصرم. وأفضل السيناريوهات ستكون التوصل إلى تقنيات لتعقب وعرقلة الهجمات الإرهابية والسيبرانية، من خلال قطع التمويل أو تعقب ووقف الجناة المحتملين. وتلك ستكون ابتكارات دفاعية، تهدف إلى الحفاظ على القدرات المتوافرة. وبالمثل، لا تعتبر السيارات الكهربائية ابتكاراً دفاعياً، فهي ربما تكون أنشط وأكثر متعة في القيادة. بيد أن العنصر المشوق حقيقة في السيارة الكهربائية هو إمكانية أن تقلص انبعاثات الكربون. وفي حين أن السيارات ذاتية القيادة قد تنقذ حياة كثير من البشر وتسهل الانتقال، لكنها أيضاً منتج دفاعي، كما أنها ستجعل الاختناقات المرورية أشد سوءاً. لذا، لا ينبغي الانبهار بسهولة حتى بأكثر الأخبار الموثوقة عن التطورات التكنولوجية، وبدلاً من ذلك، لابد وأن نسأل: أهي دفاعية أم هجومية؟ تايلر كوين: أستاذ الاقتصاد في جامعة «جورج ماسون» يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»