الاحتجاجات التي هزت شوارع فنزويلا على مدى الثلاثة أشهر ونصف الماضية غالباً ما تتحول إلى أحداث عنف: فقد أدت بالفعل إلى مقتل 102 شخص. ورغم ذلك، فإن الجانب الأكثر إثارة للدهشة للحركة ليس في العنف المتفشي، بل في كيفية ردعه. فالمتظاهرون لديهم أسباب كثيرة للغضب. والحكومة تتصرف أكثر وأكثر بشكل غريب. وهناك نقص شديد في الأغذية والدواء. والاقتصاد آخذ في الانهيار. ورغم ذلك، فإن هؤلاء المشاركين في المظاهرات في الشوارع نادراً ما يستخدمون القوة القاتلة. وبالمثل، فإن قوات الأمن كانت في الغالب تستخدم القوة غير القاتلة لقمعهم. ونتيجة لذلك، فإن العنف شائع لكن حالات الوفيات نادرة نسبياً. ولا تزال فنزويلا بعيدة جداً عما يحدث في ليبيا أو سوريا. منذ مطلع شهر أبريل الماضي، وفيما استقر المتظاهرون على نوع من الإيقاع، احترم الجانبان مجموعة من القواعد غير المكتوبة حول مدى السماح بالعنف. بعد الظهر يخرج المحتجون في جميع أنحاء البلاد للاحتشاد للقيام بمسيرة ضد النظام، وعلى الفور تحتشد قوات الشرطة رداً على ذلك. وفي غضون ذلك يحدث إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع، ما يؤدي إلى تفرق المحتجين. لكنهم عاودوا الاحتشاد مرة أخرى. لكن إطلاق الطلقات المطاطية على شخص ما من مكان قريب، أو تصويب قنبلة غاز مسيل للدموع مباشرة تجاه الصدر يؤدي إلى الموت. وقد قتل 102 شخص في الاحتجاجات الأخيرة، بمعدل شخص واحد كل يوم. ولكن مع الاحتجاجات اليومية، تكون هناك فرصة جديدة لأن يتحول الصراع إلى شكل جديد أكثر فتكاً بكثير. ونشوب نزاع مدني في فنزويلا أصبح أكثر ترجيحاً مع عدم حل الصراع الكامن. وينظر المجتمع الدولي إلى الوضع في فنزويلا بسلبية شديدة ، ولا يضع في الحسبان احتمال نشوب حرب أهلية. والشكر لله أن البلاد لم تصل إلى هذه النقطة، فما زلنا نتحدث عن احتجاجات، وليس عن حرب. فرانسيسكو تورو: رئيس التحرير التنفيذي لموقع «كاراكاس كرونيكلز» الإخباري ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»