انطلقت جائزة «زايد لطاقة المستقبل» في دولة الإمارات العربية المتحدة تخليداً لرؤية المغفور له الوالد المؤسس، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي أرسى قيم حماية البيئة كركيزة أساسية من ركائز التنمية المستدامة في الدولة. وجاء إعلان جائزة «زايد لطاقة المستقبل» من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، خلال القمة العالمية لطاقة المستقبل في عام 2008، لمنح جائزة سنوية لثلاث شركات صغيرة ومتوسطة، ومنظمات غير حكومية، وشركة كبيرة، ولأحد الأفراد في المجالات المتعلقة بمكافحة التغير المناخي وتطوير مصادر الطاقة المستدامة. وانطلقت الرؤية الحكيمة في تأسيس «جائزة زايد لطاقة المستقبل»، بهدف تكريم الإنجازات المتعلقة بالتزام معايير الابتكار في قطاع الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة والتنمية المستدامة، وفقاً لمبادئ عدة، أبرزها: الرؤية الطويلة الأمد، والريادة، والأثر، وضمان أمن الطاقة وحماية البيئة، والإسهام في التصدي للتحديات والتداعيات التي تواجه العالم في تغير المناخ. وجاء الإعلان عن الجائزة في دورتها العاشرة لهذا العام مؤكداً حجم الانتشار الجغرافي الواسع لها عالمياً، حيث أغلق تسلم طلبات المشاركة عند (2,296) طلباً، بزيادة نسبتها 37% مقارنة بالعام الماضي، إذ بلغ عدد الترشيحات ضمن فئتي الشركات الكبيرة وأفضل إنجاز شخصي للأفراد (1,113) ترشيحاً، في حين بلغ عدد طلبات الاشتراك ضمن الفئات الأخرى للجائزة (1,183) طلباً، اشتملت على فئات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والمنظمات غير الربحية والجائزة العالمية للمدارس الثانوية. ولكون الاهتمام بقضايا الطاقة المتجددة أصبح أحد أبرز ركائز السياسات التنموية في دولة الإمارات، في مواكبتها للسياسات الأمثل عالمياً في هذا المجال، فقد زادت استثمارات وقدرات الطاقة المتجددة بنسب غير مسبوقة لهذه الجائزة، فتلقت مشاركات من 112 دولة، استحوذت كل من الهند والمكسيك والولايات المتحدة والبرازيل والصين على المراتب الخمس الأولى فيها، إضافة إلى روسيا ودول شمال أوروبا، كفنلندا والدنمارك والسويد والنرويج. ومنذ أن بدأ العالم في نهج قيم الطاقة المتجددة، بدأت الأنظار تتوجه إلى الدور الجديد لدولة الإمارات التي جذبت أنظار المبتكرين من مختلف دول العالم لنشر حلول الاستدامة، مثبتة انحيازها إلى الطاقة النظيفة، وهي التي تملك مخزونات ضخمة من الوقود. وتمكن الفائزون بالجائزة من منع انبعاث أكثر من (1,033) مليار طن من غاز ثاني أكسيد الكربون، استفاد منها 37 ألف نسمة من سكان المجتمعات المحيطة، وأسهمت الجائزة في التأثير إيجابياً في حياة أكثر من 289 مليون شخص حول العالم، من خلال تحسين ظروف معيشتهم، وتمكينهم من الحصول على مصادر موثوق بها ونظيفة من الطاقة ومياه الشرب، فزوّدت أكثر من 146 مليون إنسان بالطاقة المتجددة، و7,1 مليون إنسان بمياه شرب نظيفة، إضافة إلى تزويد 24,9 مليون إنسان في أفريقيا بالطاقة، إضافة إلى إنتاج 1,076 مليار ميجاوات لكل ساعة من مصادر الطاقة المتجددة. لقد أصبحت جائزة «زايد لطاقة المستقبل»، منارة علمية في حشد الإجماع الدولي لمواجهة القضايا الأكثر إلحاحاً في الوقت الراهن، وضمان المستقبل المستدام للجميع، واستطاعت الوصول إلى الأفراد والمنظمات حول العالم، بسبب دورها في تكريم المبتكرين والناشطين في مجال الطاقة المتجددة والاستدامة، وشكلت حافزاً في دفع هذا القطاع وتعزيز جهود تنميته وتطويره في جميع أنحاء العالم. إن جائزة «زايد لطاقة المستقبل» حثت الأفراد والمجتمعات والدول على ابتكار الممارسات المثلى في استدامة وكفاءة استهلاك الطاقة، وأسست لطرق جديدة تطبق فيها الممارسات الصديقة للبيئة، وساعدت في تعزيز الوعي البيئي، باعتبارها فرصة استثنائية لتطوير المهارات والقدرات، وحفزت على ابتكار مشاريع ريادية تحقق الاستدامة البيئية والاجتماعية والاقتصادية، وتجاوز التحديات البيئية، للإسهام في تقديم أفكار مبتكرة للطاقة المستدامة. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية