الاستجابة الأميركية للتحدي الكوري.. والقراءة التركية للتطلع الكردي ذا هيندو «يجب على الولايات المتحدة أن تكون مبتكرة في ردها على كوريا الشمالية». بهذا عنونت صحيفة «ذا هيندو» الهندية افتتاحية عددها لأمس الخميس، التي خصصتها للتعليق على إطلاق كوريا الشمالية لصاروخ باليستي عابر للقارات يوم الثلاثاء الماضي، في ما اعتبرته الولايات المتحدة استفزازاً وانتهاكاً سافراً لقرارات مجلس الأمن الدولي، وقالت إن التجربة الصاروخية الكورية الجديدة ربما تمثل «أكبر تحدٍّ في السياسة الخارجية حتى الآن أمام ترامب» الذي يبدو أنه حائر ولا يدري ما هو الحل لهذه الأزمة. ووفق الصحيفة، فإن المقاربة التي تعتمدها إدارة ترامب إزاء هذا الموضوع تقوم على تبني نبرة قوية وحازمة من جهة، والمراهنة على الصين، التي تُعد أهم حليف سياسي واقتصادي لبيونغ يانغ، لكبح جماح برنامجها الصاروخي والنووي، من جهة ثانية، ولكن الصحيفة تقول إن التطورات الأخيرة تشير إلى أن هذه المقاربة غير ناجحة على ما يبدو، حيث ما زال الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يتبنى موقفاً متحدياً ومتعنتاً، مضيفة أن ترامب يتبع بكل بساطة سياسة إدارة أوباما المتمثلة في سياسة العصا والعقوبات تجاه «الشمال»، مع بعض التركيز على الصين، ولكنه عاد الآن إلى المربع الأول، وليس أمامه خيارات كثيرة، كما تقول. فالخيار الأول هو توجيه ضربة عسكرية محدودة، غير أنه «مع أن الإدارة الأميركية تقول إن كل الخيارات مطروحة على الطاولة، إلا أن حتى ضربة عسكرية محدودة ستكون خطيرة للغاية»، ذلك أنه نظراً لاستحالة التنبؤ بما يمكن أن يفعل نظام كيم، فإن أي هجوم يمكن أن يكون بمثابة إعلان حرب في شبه الجزيرة الكورية. والخيار الآخر هو مواصلة سياسة العقوبات والعزلة الدولية، ولكنها سياسة أثبتت أيضاً فشلها، حسب الصحيفة، ما يعني مزيداً من المعاناة بالنسبة للكوريين الشماليين، مع العلم أن تأثيرها على «النظام المارق» يظل غير مؤكد، هذا ناهيك عن أنه من غير المعروف ما إن كانت الصين ستدعم مثل هذه العزلة. أما الخيار الثالث فهو شيء يبدو أن كلاً من إدارتي أوباما وترامب قد تجاهلته حتى الآن، تقول الصحيفة، وهو عقد مفاوضات مباشرة مع بيونغ يانغ، وقد يبدو هذا غريباً بالنظر إلى العداء الحالي، ولكن ذلك يظل هو الخيار الواقعي الوحيد أمام واشنطن، كما تقول، ولا سيما أن كوريا الجنوبية لديها الآن رئيس يميل إلى معالجة المشكلة بالطرق الدبلوماسية، وبيونج يانج سبق لها أن جمّدت برنامجها النووي لقرابة عقد من الزمن في 1994 بعد صفقة مع القوى العالمية، ثم ختمت بالقول إن على ترامب أن يتبنى نظرة واقعية للأزمة بدلاً من اختيار إجراءات انتقامية وعقابية. حرييت دايلي نيوز المحللة السياسية التركية سيلين ناجي كتبت ضمن عدد أمس الخميس بصحيفة حورييت «دايلي نيوز» التركية حول مصالح تركيا في سوريا في مرحلة ما بعد «داعش»، مؤكدةً أن هدف أنقرة الرئيسي في سوريا الآن هو الحيلولة دون إقامة كيان كردي مستقل على طول حدودها، أو على الأقل، حصر المناطق التي يسيطر عليها الأكراد. الكاتبة نقلت عن بعض وسائل الإعلام قولها إن تركيا تجري محادثات مع روسيا حالياً من أجل القيام بعملية عسكرية ثانية عبر الحدود في سوريا تشمل تل أبيض وقاعدة ميناغ الجوية وعفرين، مشيرةً إلى أن هذا يأتي بعد أن فشلت تركيا في إقناع الولايات المتحدة في إنهاء تعاونها مع «وحدات حماية الشعب» الكردية في سوريا، التي تعتبرها أنقرة فرعاً لـ«حزب العمال الكردستاني» المحظور. وحسب ناجي فإن أنقرة قلقة من قرار ترامب تسليح «وحدات حماية الشعب» بشكل مباشر، والإنجازات العسكرية الأخيرة التي حققتها «قوات سوريا الديمقراطية»، التي تشكّل «الوحداتُ» عمودَها الفقري، وتخشى أن يعبّد ذلك الطريق لتحول أكراد سوريا إلى لاعب شرعي لديه كلمة بشأن مستقبل سوريا السياسي. وفي هذا السياق، يمكن النظر إلى اتصالات تركيا الأخيرة بموسكو أملاً في الاستجابة لمطالب لم تلبها واشنطن. وتقول الكاتبة إن تركيا والأكراد، وعلى رغم كل الخلافات التي بينهما، استطاعا في الماضي التعاون -وإنْ بشكل غير صريح- على غرار ما وقع بخصوص نقل ضريح سليمان شاه بعيداً عن المناطق الخاضعة لسيطرة «داعش»، ولكن اليوم تبدو أنقرة مصممة على منع ممر كردي يمتد على طول حدودها الجنوبية مع سوريا حتى المتوسط. وإذا كانت تفاصيل المفاوضات بين أنقرة وموسكو بخصوص عملية عابرة للحدود لم يُكشف عنها بعد، فإن جلب عضو في «الناتو» إلى صفها ستكون له من دون شك قيمة استراتيجية بالنسبة لروسيا، ومع ذلك تتابع ناجي، فإن تكلفة عملية عسكرية ممكنة، واستراتيجية الخروج، إضافة إلى التحالفات المتغيرة في الميدان... جميعها تدعو إلى التفكير الحذر من قبل صناع القرار في أنقرة. تشاينا دايلي صحيفة «تشاينا دايلي» الصينية أفردت افتتاحية عددها لأمس الخميس للتعليق على الزيارة التي قام بها الرئيس الصيني إلى ألمانيا الأربعاء، والتي تزامنت مع الذكرى الخامسة والأربعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين ألمانيا والصين. زيارة قالت إنها من المتوقع ألا ترفع العلاقات الثنائية إلى مستوى جديد فحسب، وإنما أن تساعد أيضاً على إعادة إحياء اتجاه العولمة وتحرير التجارة. الصحيفة قالت إن الصين وألمانيا أقامتا على مدى السنين أكثر من 70 آلية حوار وتعاون تغطي طيفاً واسعاً من المجالات، وبفضل جهودهما المشتركة، أصبح تعاونهما العملي اليوم «قوياً»، مثلما قال الرئيس الصيني «شي» لدى وصوله، وبات يلعب دوراً نموذجياً في تعزيز التعاون بين أوروبا والصين، مشيرة إلى أن «شي»، وقبل زيارته إلى ألمانيا، زار روسيا حيث التقى الرئيس فلاديمير بوتين في موسكو، ومعتبرةً أن وجه الشبه اللافت في علاقات الصين مع كل من روسيا وألمانيا خلال السنوات الأخيرة كان هو وتيرة الاتصالات واللقاءات الثنائية المكثفة، والتي ساعدت على تعزيز الثقة والتعاون، كما تقول. ونظراً لأن «شي» من المقرر أن يحضر قمة مجموعة «العشرين» في هامبورغ الألمانية اليوم وغداً السبت، فإن لقاءاته مع زعيمي روسيا وألمانيا «شكّلت فرصة جيدة للصين من أجل تنسيق موقفها بشكل أفضل مع العضوين المهمين في مجموعة «العشرين»، ما يعبّد الطريق أمام القمة لتحقيق آمال الشعوب في نتائج إيجابية وإعطاء قوة دفع جديدة للنمو العالمي». إعداد: محمد وقيف