لطالما كان حب الوطن ولا يزال، هو النبض الذي تحيا به قلوب الإماراتيين جميعاً منذ تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة وانطلاق مسيرة الاتحاد المباركة في سبعينيات القرن الماضي. فالوطن أرض طيبة معطاء، وقيادة عظيمة حكيمة، وشعب محب مخلص، وثقافة أصيلة عريقة، وتاريخ شامخ ممتد، ومصير واحد مشترك يحظى بمكانة خاصة للغاية في نفوس ووجدان أبناء الإمارات البارين وبناتها البارات كافة، يضعون الحفاظ على مكتسباته وإنجازاته وأمنه وأمانه نصب أعينهم، ويبذلون الغالي والنفيس للذود عن حياضه، ويطرقون سائر أبواب النجاح والتميز والعطاء والتضحية لتبقى رايته خفاقة في مختلف ميادين الفخر والعز والمجد. الأدلة والشواهد على مدى حب الوطن لأبنائه وبناته لا نهاية لها، فهي عصية على الحصر والتعداد، وكذلك الأدلة والشواهد على مدى حب القيادة الرشيدة التي أنعم بها الله -عزّ وجلّ- علينا، للإمارات ولكل إماراتي وإماراتية. فهذا الوطن المعطاء، وهذه القيادة السخية قدمت وتقدم لأبناء هذه الأرض الطيبة وبناتها من الخير الكثير الوفير، وفتحت وتفتح أمامهم كل أبواب العلم والعمل والإنجاز والريادة، حتى أن بات هذا الشعب أحد أسعد شعوب المعمورة على الإطلاق. فالملحمة الوحدوية النهضوية العبقرية التي بدأها الوالد المؤسس المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، تواصلها اليوم بكل إخلاص وبذل وعطاء قيادتنا الرشيدة، ممثلة في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، من خلال قيادتها لمسيرة التنمية الشاملة والمستدامة التي تشهدها الدولة، واضعة نصب عينيها تتويج دولتنا الحبيبة في صدارة أفضل دول العالم في مختلف المجالات تجسيداً لرؤية «مئوية الإمارات 2071» بحلول ذاك التاريخ الذي يصادف الذكرى المئوية لتأسيس الدولة. إن السعي لردّ جزء ولو بسيط يسير من جميل الوطن والقيادة الرشيدة، هو الشغل الشاغل لأبناء الإمارات وبناتها، والمحرك الأول والدافع الأبرز لجهودهم المتواصلة المشهودة في مختلف الميادين العلمية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية والصحية وسواها من المجالات، فهم دائماً تواقون إلى اعتلاء قمم الريادة التي تعزز الوجه المشرق لدولة الإمارات العربية المتحدة وترسخ مكانتها المرموقة في مختلف المحافل الإقليمية والدولية بصفتها إحدى أكثر دول العالم رقياً وتطوراً بشرياً وحضارياً. ويزخر المشهد الإماراتي بالعديد من الشواهد الدالة على الحسّ العالي بالمسؤولية الوطنية الذي يمتلكه أبناء الإمارات وبناتها، ومدى حرصهم على تلبية نداء الوطن وأداء الواجب تجاه أمنه ورقيه واستدامة سعادته في مختلف المجالات. ولعله في «صندوق الوطن»، المبادرة المجتمعية التي أطلقها رجال أعمال إماراتيون، خير برهان على ذلك. فهذه المبادرة المبتكرة هي انعكاس جليّ لمدى تلاحم فئات المجتمع الإماراتي من جهة، ومدى التفافها حول القيادة الرشيدة وانضوائها تحت نهجها الحكيم ورؤاها السديدة لتحقيق التنمية الشاملة المستدامة والانتقال الآمن بشعب الإمارات وأجياله المتعاقبة إلى مستقبل أكثر إشراقاً وسعادة. وقد جاء إعلان «صندوق الوطن» مؤخراً، أن إجمالي المساهمات التي تلقاها منذ تأسيسه وحتى الآن تجاوزت نصف مليار درهم (548 مليون درهم)، حيث تشكل هذه المساهمات نحو 55% من الرقم الذي يستهدفه الصندوق والبالغ مليار درهم بحلول عام 2020، ليؤكد عظيم الحراك المثمر الذي تقوم به هذه المبادرة النوعية، والقائمون عليها، بما يواكب أجواء الخير والعطاء التي تملأ أرجاء الدولة بشكل مكثف على امتداد «عام الخير» الذي كان قد أطلقه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، مع بداية عام 2017. ولا شكّ في أن مبادرة «أوائل الصندوق» التي أطلقها «صندوق الوطن» لتكريم النخبة من أوائل المساهمين والداعمين، لها الأثر البالغ في إلقاء الضوء على هذه القدوات المجتمعية الحية، لتنهل سائر فئات المجتمع من هذه التجارب المشرفة أروع قيم العطاء والبذل، وأصدق الدروس بأن خدمة الوطن والاستثمار في مستقبله مجدٌ عظيم لا يناله إلا أبناء الوطن المخلصون. ـ ـ ــ ـ ـ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.