ـ ــ ـ ــ ـــ د.عبدالله محمد الشيبة* ـ ـ ـ ـ ـ ـ انتشر في الآونة الأخيرة وإثر نشوب الأزمة بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومملكة البحرين ومصر من جانب، والنظام الحاكم في قطر من جانب آخر، تسجيل لمشهد تلفزيوني من أداء مُمثل قطري شهير، يكاد يكون الوحيد المعروف لدينا والذي كان يحظى في الماضي بشعبية في دول مجلس التعاون الخليجي، وأعتقد أنه خسر تلك المكانة الآن، ويقوم هذا المُمثل بعرض «ممتلكات» الأمانة العامة لمجلس التعاون للبيع العلني، ومنها أثاث مكتب الأمين العام، ويردد بسخرية واستهزاء عبارات مفادها أن المجلس قد انتهى وليست هناك حاجة لبلاده للوجود فيه. وإن كان هذا هو الشعور العام لدى المواطن القطري، فلا يسعنا إلا أن نتعجب من ذلك الموقف في الوقت الذي لم تتطرق فيه أي قيادة سياسية في السعودية والإمارات ومصر لأي نية لطرد قطر سواء من مجلس التعاون الخليجي، أو جامعة الدول العربية، وإنما المطلوب عملية تصحيح لسلوك وسياسة ومسار نظام الدوحة ووقف دعم الإرهاب. وبرأيي، يعود السبب الرئيس وراء شعور المواطن القطري بخروجه فعلياً من المنظومة الخليجية والعربية هو ما يمارسه إعلام «الجزيرة» وتلفزيون قطر الرسمي منذ بدء الأزمة؛ إذ يبث يومياً الأكاذيب والافتراءات والشائعات في وضع مماثل تماماً لما كان عليه الوضع قبل الأزمة عندما دأبت «الجزيرة» على نشر الأوهام والحقائق المغلوطة حول الأوضاع في العديد من الدول العربية. وإن كان قرار القيادة القطرية رفض قائمة المطالب التي رفعتها الدول الأربع المقاطعة للدوحة، وبالتالي استمرار تصعيد الأزمة إلى حد الخروج من المنظومة الخليجية والعربية والتحالف مع العدو الفارسي وإسرائيل. وشخصياً، أرى أن «بتر» العضو الفاسد أفضل من انتشار أضراره وفساده في بقية الجسم أكثر مما تسبب فيه في الماضي. ولست أفضل من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الذي أكد مؤخراً في قصيدة خالدة على أهمية حق الجوار، وبأننا نتشارك مع الشعب القطري الدم، والدين ولكن في حال رفض نظام قطر السير معنا بامتنان فعليه أن يسلك طريقه بمفرده. وفي هذه الحالة لن نحتاج إلى تنظيم انتخابات مماثلة للانتخابات البريطانية، والتي نتج عنها موافقة شعب المملكة المتحدة على الخروج من الاتحاد الأوروبي، فيما أصبح يسمى «بريكسيت» وإنما تفويضنا لأولياء الأمر قائم منذ ما قبل إنشاء كياناتنا السياسية بمفهومها الحديث بأن يتخذوا أي قرار يرونه مناسباً للحفاظ على أمننا واستقرارنا وشعوبنا في وجه الإرهاب ومصادر تمويله بما في ذلك عزل الشقيق من مجلس التعاون الخليجي والدعوة لتجميد عضويته في الجامعة العربية فيما أدعوه «قطرإكزيت». وشخصياً، فوجئت بسيناريو النظام الحاكم في قطر لمواجهة الأزمة مع أشقائه، إذ لم تمر ثمان وأربعون ساعة على إعلان قطع العلاقات الدبلوماسية والقنصلية إلا واتخذ ذلك النظام قرارات سريعة باستبدال الحليف والشقيق العربي الخليجي المسلم بالعدو الفارسي الذي يعمل بلا كلل أو ملل لتفتيت الوطن العربي بكل الوسائل الإرهابية. وهذا يؤكد أن النية كانت مبيتة لدى نظام الدوحة للخروج الفعلي من الصف الخليجي والعربي، ولم يكن لديهم أي استعداد للاستجابة لمطالب وقف دعم الإرهاب وطرد رؤوس الفتنة من قطر ووقف قناة بث الفساد والتفرقة «الجزيرة». وبالتالي إن كان هذا خيار النظام الحاكم في قطر فلماذا نعمل على إبقائه بيننا في الوقت الذي يردد إعلامه بكل قنواته الأكاذيب يومياً، موهماً الشعب القطري الشقيق بأننا «نحاصره» ونقطع عنه الغذاء والماء، إضافة إلى توجيه السباب والشتائم للعديد من المسؤولين في السعودية والإمارات والبحرين ومصر. ولذلك فإني على يقين أن «قطرإكزيت»، هي الحل الأمثل لوضع حد لأوهام وانفصام الشخصية المصاب به النظام الحاكم في قطر. *باحث إماراتي