لطالما آمنت القيادة الرشيدة منذ نشأة اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة بأن المرأة جزء لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي للدولة، وشريك فعال وأساسي في العملية التنموية، وانطلاقاً من هذا الإيمان، كثفت الدولة جهودها لتحقيق أعلى معايير المساواة وتكافؤ الفرص بين الرجل والمرأة وحرصت على إشراك المرأة في كافة مناحي ومجالات المسيرة التنموية للدولة. وفي السنوات الأخيرة، حاز تعزيز مشاركة المرأة في الحياة الاقتصادية اهتماماً خاصاً من حكومتنا ذات الرؤية السديدة، وتواصلت الجهود الهادفة إلى إبراز العنصر النسائي في الحياة الاقتصادية وإثبات قدرته على النجاح والتميز. وفي هذا الإطار، أصدرت دائرة التنمية الاقتصادية أبوظبي مؤخراً، قراراً بتشكيل لجنة داخلية لتمكين المرأة في الاقتصاد، بهدف تفعيل دور الدائرة في دعم ريادة أعمال المرأة على مستوى الإمارة بالتعاون والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة. وبناءً على القرار يناط باللجنة العديد من المهام والمسؤوليات الرامية إلى تفعيل دور الدائرة في دعم وتمكين المرأة في القطاع الخاص وتحديداً في ريادة الأعمال على مستوى إمارة أبوظبي، ما من شأنه أن يسهم في الخروج بقرارات وتوصيات يتم رفعها إلى متخذي القرار. وتعمل اللجنة على تفعيل التواصل مع الجهات الحكومية وشبه الحكومية والقطاع الخاص، في إمارة أبوظبي لدعم المرأة في قطاع الأعمال، وذلك بهدف تبني خطة استراتيجية خمسية تهدف إلى مشاركة متميزة للمرأة في ريادة الأعمال تستند بشكل رئيسي إلى مرتكزات ومحددات رئيسية ترتبط بشكل مباشر بأهداف محور التنمية الاقتصادية لخطة أبوظبي. وكذلك تهدف اللجنة إلى تذليل العقبات التي تعترض مسيرة مشاركة المرأة في الحياة الاقتصادية وإيجاد حلول عملية للتحديات التي تواجه سيدات الأعمال في إدارة المشروعات الخاصة بهن. لقد غدت المرأة الإماراتية بالفعل عنصراً حيوياً في ريادة الأعمال من خلال نجاحها الملحوظ في دخول عالم الأعمال خلال السنوات الماضية، فبحسب بيانات وزارة الاقتصاد، فإن دولة الإمارات العربية المتحدة تضم أكثر من 12 ألف سيدة أعمال يدرن أكثر من 11 ألف مشروع تجاري مسجلة بوزارة الاقتصاد بقيمة استثمارية تقدر بنحو 18.3 مليار درهم، وتمثل نسبة سيدات الأعمال المواطنات نحو 15% من العدد الكلي لأعضاء غرف التجارة والصناعة في الدولة، ما يؤكد ظهور جيل من سيدات الأعمال ممن لديهن الطموح والإرادة القوية للمشاركة في عملية التنمية الاقتصادية، وقد أثبتن كفاءةً عالية في إدارة المشاريع الاقتصادية الناجحة. ومما لا شك فيه أن الإنجازات التي حققتها دولة الإمارات العربية المتحدة في إطار تمكين المرأة وإشراكها في العملية التنموية، كانت نتاج جهود مكثفة ورؤية استراتيجية واضحة استهدفت وضع العنصر النسائي الإماراتي كشريك رئيسي في تحقيق الرؤى التنموية للدولة، وتوفير كافة الإمكانات والظروف التي تؤهلها ليكون لها السبق والريادة في مختلف المواقع المجتمعية التي تتبوأ مسؤولياتها. وقد انعكست تلك الجهود فيما حققته المرأة الإماراتية من إنجازات هائلة لا حصر لها، حيث حصدت مكاسب عديدة على مختلف المستويات سبقت بها الكثيرات من نساء العالم، وباتت نموذجاً مشرِّفاً في تمثيل وطنها في الكثير من المحافل الدولية داخل الدولة وخارجها، كما انخرطت بشكل فاعل في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ونالت أعلى المراتب والمناصب، وذلك في ظل قيادة استثنائية، ممثلة في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، لم تألُ جهداً في جعلها جزءاً أساسياً في المسيرة التنموية للدولة المتجسدة في «رؤية الإمارات 2021» الرامية للوصول إلى التنمية المستدامة القائمة على اقتصاد معرفي متنوع، وكذلك «مئوية الإمارات 2071» الهادفة إلى جعل الدولة أفضل دول العالم وأكثرها تقدماً. وقد كانت المرأة الإماراتية محل ثقة قيادتها الرشيدة، وأثبتت بجدارة أنها تستحق الدعم اللامحدود الذي تلقته –ومازالت تتلقاه- من قيادة آمنت بضرورة إعلاء شأن المرأة على كافة الصعد. ـ ــــ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.