دافع رئيس واحد على الأقل الأسبوع الفائت عن القيم في أوروبا، وهو الرئيس السلوفاكي «أندريج كيسكا»، الذي أخبر الحضور في قمة «جلوبسك» التي عُقدت في براتيسلافا أمس الأول، قائلاً: «إن قيمنا هي أقوى أسلحة بقائنا ضد أي عدو»، مضيفاً: «ولذلك علينا التعاون عالمياً كمدافعين عن حقوق الإنسان واحترام كرامة جميع البشر، فقيمنا هي السبب الوحيد لكوننا أناساً طيبين». وبدا خطابه سرداً مطولاً يسلط الضوء على أن التحدي الحقيقي الذي يواجهه الغرب هو ما يحدد على وجه الدقة تلك القيم، واستشهد «كيسكا» بالمؤسسات المدنية والديمقراطية القوية. وما يريده الرئيس السلوفاكي، وفق خطابه، هو جعل الانتخابات «مملة مرة أخرى»، بتنقية الأجواء السامة التي تسبب فيها اليمين المتطرف. ولم يكن يشير إلى الأوضاع السياسية في بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة فحسب؛ إذ سعى المدعون العموميون إلى تنفيذ كلمات «كيسكا» بحظر اليمين المتطرف السلوفاكي، المعروف باسم «حزب الشعب السلوفاكي»، مؤكدين أن ذلك الكيان يهدد الديمقراطية. وقدم المدعي العام التماساً لحل الحزب. وقال المتحدث باسم المدعي العام في سلوفاكيا «أندريا بريداجنوفا»، «إن برنامج وأنشطة ذلك الحزب المتطرف ذي النزعة الفاشية تنتهك الدستور والقانون والاتفاقيات الدولية». وقد فاز حزب الشعب بثمانية في المئة من الأصوات و14 مقعداً في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، على رغم من أن زعيمه «ماريان كوتيلبا» يصرح علانية بإعجابه بـ«جوزيف تيسو»، الذي قاد سلوفاكيا لتدور في الفلك النازي أثناء الحرب العالمية الثانية. وتشير استطلاعات الرأي الراهنة بأن الحزب يتمتع بمعدلات تأييد تصل إلى عشرة في المئة. وإذا ما تم حل «حزب الشعب»، فستكون المرة الثانية التي يواجه فيها «كوتيلبا» التفكك الانتخابي، بعد أن تم حل حزبه «الإخوان السلوفاك» في عام 2006 بسبب انتهاك الدستور. لكن إذا لم يتم حل الحزب، فإن «كوتيلبا» يمكن أن يستفيد من ذلك الحادث كذخيرة في انتخابات الأقاليم المزمع عقدها الخريف المقبل. وعندئذ، لن يجعل الحزب، الذي ينتقد علانية الاتحاد الأوروبي والناتو، الانتخابات «مملة» على الإطلاق. إيميلي تمكين: محللة سياسية أميركية يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»