الأزمة الفنزويلية المروعة أصلاً تتفاقم أكثر بعد أن دخلت الاحتجاجات ضد الرئيس نيكولاس مادورو أسبوعها الثامن، وبعد أن بلغت حصيلة القتلى ما لا يقل عن 49 شخصاً. ويوم الاثنين الماضي، اُضرمت النيران في شخص يُقال إنه لص بينما أعلنت الحكومة أنه من أنصار مادورو. صحيح أن معظم تحركات رد الفعل مصدرها الاحتجاجات العامة التي سببها مساعي الحكومة في مارس الماضي للاستيلاء على سلطة الجمعية الوطنية لكن المحتجين ليسوا وحدهم الذين يطعنون في عمل الحكومة. ويوم الاثنين الماضي، خرجت النائبة العامة الفنزويلية «لويزا أورتيجا» على أقرانها من الاشتراكيين البوليفاريين واعترضت على خطط تشكيل جمعية تأسيسية منتقاه بعناية لإعادة كتابة الدستور في محاولة أخيرة من الرئيس للبقاء في السلطة رغم تفاقم الأزمة الاقتصادية والسياسية وخروجها عن نطاق السيطرة. وكانت «أورتيجا» قد لفتت الأنظار في مارس الماضي حين انتقدت قرار المحكمة العليا بالاضطلاع بوظائف الجمعية الوطنية التي تعتبر آخر معقل للمعارضة. وصحيح أن القرار ألغي تقريباً بعد ذلك بفترة قصيرة، لكن هذا لم يُعد الأمور إلى نصابها، ومن ثم خرج آلاف الفنزويليين إلى الشوارع يحتجون على حكومة مادورو منذ ذاك الحين. وتشبه فنزويلا في كثير من الجوانب منطقة حرب. فقد استحوذت مركبات ثقيلة من قوات الحرس الوطني على شوارع كاراكاس في الأيام القليلة الماضية. وثارت مخاوف مما قد يحدث إذا انهار الوضع كليةً. فقد ذكرت وكالة رويترز للأنباء أن لدى فنزويلا 5000 نوع من أسلحة الدفاع الجوي المحمولة على الكتف روسية الصنع. وكانت الحكومة تتذرع بخطر غزو أميركي «إمبريالي» لتسويغ وجود مثل هذه الأسلحة، وهو أكبر مخزون في أميركا اللاتينية، وهذه الأسلحة قد تمثل تهديداً كبيراً إذا خرجت من ترسانات الحكومة في ظل الاضطرابات الحالية. وربما لم تشارك أورتيجا نفسها في الاحتجاجات في الشوارع لكنها كتبت خطاباً انتقدت فيه بشدة «الجمعية التشريعية» التي يؤلفها «مادورو» كي يعيد كتابة الدستور ويؤجل الانتخابات التي تطالب بها المعارضة الفنزويلية والمجتمع الدولي. إيميلي تامكين* ـ ـ ـ ـ ـ ــ *صحفية أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»