ترامب نقيض أوباما في الشرق الأوسط.. وخطوات صينية- هندية ضد التغير المناخي «واشنطن تايمز» في تحليلها الإخباري المنشور أول أمس، وتحت عنوان «ترامب في رحلة عدم الاعتذار»، استنتجت «واشنطن تايمز» أن دونالد ترامب هو نقيض أوباما، ومن سبقوا ترامب في البيت الأبيض، كانوا يقومون بجولات في الشرق الأوسط، يحنون رؤوسهم خلالها تعبيراً عن الندم على أخطاء كانت واشنطن قد ارتكبتها. لكن باراك أوباما كان متواضعاً بطريقة تبدو مُذلة، ووعد بأن تتولى الولايات المتحدة قيادة دفة الأمور «من الخلف». الآن نحن أمام رئيس جديد، يقوم بجولات في الشرق الأوسط، المنطقة، المفعمة بالتوترات، لكنه مرفوع الرأس، أوباما كان ينحني لأي أحد، أما ترامب فلديه وعي بأن الأميركيين لا ينحنون إلا لله. ترامب، وعلى رغم ما يعترضه من مشكلات داخلية، فإنه تعهد بالسعى من أجل تأمين واستقرار الشرق الأوسط الذي يعاني من الحروب، وإيجاد فرص فيه. جولة ترامب الشرق أوسطية تتضمن الرياض والقدس وروما، أي موطن الديانات السماوية الثلاث. جولته بدأت بلقاء 55 زعيما إسلاميا كان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز قد دعاهم إلى الرياض لحضور قمة عربية إسلامية أميركية، وخلالها دعا ترامب الحضور بتبجيل النفس البشرية تأكيداً على أن الإسلام دين السلام، مجدداً رفضه للإرهاب. ترامب قال أثناء خطابه في قمة الرياض: «ليس هناك معركة بين الطوائف أو الديانات أو الحضارات المختلفة»، لكن «هناك معركة بين من يريدون محو الحياة البشرية ومن ينشدون حمايتها، إنها معركة يصفها ترامب بمعركة بين الخير والشر. الرئيس الأميركي أوضح لرجال الدين أن البربرية لا تجلب المجد، وأن الأبطال لايقتلون الأبرياء بل ينقذون حياتهم. وحسب الصحيفة لم تختلف رسالة ترامب كثيراً عن تلك التي ألقاها أوباما في جامعة القاهرة في 4 يونيو 2009، الذي اعتبره آنذاك"إعلاناً لبداية جديدة"، بطرح فكرة تروم جسر الفجوة بين الغرب والإسلام، ساعتها قال إن جزءاً من مسؤولياته كرئيس للولايات المتحدة أن يناضل ضد الصور النمطية السلبية عن الإسلام أينما وُجدت. لكن أوباما- حسب الصحيفة- تملق ملالي طهران وجعلهم يظهرون كقوة إقليمية متفوقة. وتلوم الصحيفة الرئيس الأميركي السابق على إبرامه الاتفاق النووي مع إيران الذي وصفه الرئيس ترامب بأسوأ اتفاق على الإطلاق، والذي سيجعل الغرب والولايات المتحدة يتعاملون في القريب العاجل مع عدو يمتلك سلاحاً نووياً. ترامب أوضح أنه ينوي تصحيح الخلل الذي أوجده أوباما، عندما قام هذا الأخير بمحاباة إيران على حساب المملكة العربية السعودية. الآن ترامب أجرى صفقة قيمتها 350 مليار دولار ومدتها 10 سنوات، بموجبها تحصل السعودية، على سفن حربية وأنظمة دفاع صاروخي ومركبات لنقل الجنود وذخائر للأسلحة الثقيلة. كما أن شعار أوباما المتمثل في «القيادة من الخلف» تم استبداله الآن بشعار يستخدمه «المارينز» كان قد روج له وزير الدفاع الأميركي، وهو «ليس هناك أفضل منكم كأصدقاء وليس أسوأ منكم كعدو». "نيويورك تايمز" تحت عنوان "خطوات كبيرة تتخذها الصين والهند في مكافحة التغير المناخي"، نشرت "نيويورك تايمز" أول أمس، افتتاحية، استهلتها بالقول إنه حتى وقت قريب كان يتم ذكر الهند والصين ضمن العقبات التي تحول دون مواجهة التغير المناخي. الآن تسير الأمور في الاتجاه المعاكس، وتتبدد السمعة السيئة التي التصقت بالبلدين في هذا المجال. فكلا البلدين يسرعان خطى الاستثمار في مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة ويقلصان من اعتمادهما على الوقود الأحفوري. وحسب دراسة تم الكشف عنها خلال اجتماع الأمم المتحدة حول المناخ، والذي انعقد في ألمانيا، فإن الصين والهند سيحققان بسهولة الأهداف التي وضعاها ضمن اتفاقية باريس الخاصة بالمناخ والتي وقع عليها أكثر من 190 بلداً عام 2015. الصين خفّضت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بوتيرة أسرع من تلك التي تعهدت بها الحكومة الصينية. ومن المتوقع أن تنتج الهند بحلول عام 2022 قرابة 40 في المئة من الطاقة الكهربائية التي تستهلكها من مصادر غير أحفورية، أي قبل 8 سنوات من الموعد الذي حددته لنفسها وفق اتفاقية باريس. صحيح أنه يتعين على كلد دولة عضو في اتفاقية باريس للمناخ أن تخفض من حجم الانبعاثات الملوثة للبيئة وأن تحد من تداعيات الاحتباس الحراري، التي يأتي من بينها الجفاف وذوبان ثلوج القطبين وارتفاع مناسيب مياه البحار، لكن التطورات الملموسة في الصين- كأكبر بلد ينتج الغازات المسببة للاحتباس الحراري- والهند التي تحتل المرتبة الثالثة كأكبر بلد ينتج هذا النوع من الغازات، أمر مثير للدهشة ويستحق الاحتفال. "يو إس إيه توداي" خصص"جاريت إم جراف" مقاله المشور، أول أمس في "يو إس إيه توداي" لرصد التصعيد الكوري الشمالي وكيفية احتوائه، فتحت عنوان "كيف يتفادي ترامب حرباً نووية مع كوريا الشمالية"، أوضح الكاتب كيف أن جيليْن من الأميركيين والسوفييت تفادوا خوض حرب نووية إبان حقبة الحرب الباردة، وهو ما يراه الكاتب انجازاً يقترب من "المعجزة"، . لكن ما هي الدروس التي يمكن الخروج بها من تلك الحقبة، والتي بمقدور إدارة ترامب الاستفادة منها؟ أولاً: اتخاذ القرارات بهدوء وتروٍ، فالرئيس جون كيندي لم يكن قلقلاً مطلع الستينيات من امكانية استخدام الصواريخ النووية السوفييتية المتمركزة في كوبا ضد الولايات المتحدة، بل كان مكمن قلقه الانزلاق في حرب غير مقصودة. ثانياً: التصريحات مهمة، لذا ينبغي التواصل بوضوح، وهذا ما حدث إبان أزمة الصواريخ الكوبية، حيث ساهم التواصل بين طرفي الأزمة في تخفيض درجة التصعيد، وبعد انفراج الأزمة دشنت الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي أول خط ساخن بينهما. ثالثاً: إدراك أن سوء التفاهم هو القاهدة وليس الاستثناء. رابعاً: التحلي بالحذر وضبط النفس. الاهتمام بدقة المعلومات، على سبيل المثال كان جون كيندي يتصور أن هدف الصواريخ النووية السوفييتية في كوبا هو ضرب الولايات المتحدة، وليس كما أراد نيكيتا خورتشوف أن يحمي بها نظام كاسترو في هافانا. وبالمثل أشارت وسائل إعلام، خلال الآونة الأخيرة، إلى أن واشنطن سيرت حاملة طائرلت صوب كوريا الشمالية، لكن في الواقع لم يحدث ذلك. الدرس السادس أن تحقيق السلام هو المهمة الأصعب للجميع، فالسلام - على حد قول الرئيس الأميركي الأسبق دويت آيزنهاور- يتطلب قراراً يومياً، وفي معظم الأوقات غالباً ما يكون خيار الحرب هو الأسهل. إعداد: طه حسيب