يعد الأسبوع المقبل هو أسبوع البنية التحتية في الولايات المتحدة، ولا يزال جزء كبير من الخطة التي وضعها الرئيس دونالد ترامب لإعادة بناء الطرق المتداعية والجسور ومحطات المياه بقيمة تريليون دولار غير مؤكدة. بيد أن هناك شيئاً واحداً واضحاً، هو أنه يصعب نجاح هذه الخطة إذا لم تضع التغير المناخي في الحسبان. وجدير بالذكر أن ترامب ونحو 180 عضواً من الكونجرس ينكرون بعض دعاوى العلماء حول التغير المناخي. ولكن الأدلة العلمية تربط بين ارتفاع درجات الحرارة في العالم والطقس الأكثر جموحاً، بما في ذلك العواصف القاسية، وفترات الجفاف الأطول والأكثر تدميراً، وموجات الحر الأشد سخونة. وفي عام 2016 فقط، تسبب الطقس السيئ وحده في وفاة ما يقرب من 300 شخص، فيما بلغت الخسائر الاقتصادية في جميع أنحاء الولايات المتحدة 53.5 مليار دولار - أكثر من ضعف تكاليف الأحداث المماثلة في العام السابق. ولذا، فإن البنية التحتية في أميركا تحتاج لما هو أكثر من الإصلاح، إنها تحتاج إلى إعادة بناء لكي تتحمل المستقبل الأكثر صعوبة والأكثر رطوبة. وإذا فشلت الولايات المتحدة في الاستعداد لتحديات المستقبل، فإن تكلفة صيانة البنية التحتية والمساعدة في حالة وقوع كوارث يمكن أن تستنزف الموازنة الفيدرالية والمحلية وموازنة الولايات، وتثقل الشركات بالأعباء. وقد أدرك الكثير من الحكومات المحلية وحكومات الولايات ذلك. فمثلًا، تواجه مدينة ميامي بيتش، بولاية فلوريدا، ارتفاعاً في مستوى البحر سيبلغ قدماً تقريباً بحلول عام 2030، ولذا فهي تستثمر ما يقدر بـ500 مليون دولار لحماية النظم الحيوية من فيضانات المد العالي. وتقوم كبريات الشركات، بما فيها «إكسون موبيل» و«كونكو فيليبس» و«ستات أويل» و«رويال داتش شل» بحماية البنية التحتية التي تبلغ قيمتها مليار دولار من ارتفاع مستويات البحر العواصف الشديدة ودرجات الحرارة الأكثر سخونة. إن أسبوع البنية التحتية، الذي يقام برعاية ائتلاف من الحزبين، الجمهوري والديمقراطي، ويضم مجموعات الأعمال ونقابات العمال، يؤكد الحاجة الملحة للاستثمار في النظم الحيوية التي تقود اقتصادنا وطريقة حياتنا. وقد وعد الرئيس ترامب والكونجرس بضخ هذه الاستثمارات. ولكن إذا كانت الخطط تتجاهل حقيقة التغير المناخي، فإن مجتمعاتنا لن تجد الحماية الكافية من التقلبات الجوية القاسية. والحاصل أنه يتعين على الرئيس ترامب والكونجرس العمل الآن على بناء بنية تحتية قادرة على تحمل آثار التغير المناخي. كاثلين كيلي زميلة بارزة في مركز التقدم الأميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «تريبيون نيوز سيرفس»