تنتهج دولة الإمارات العربية المتحدة دبلوماسية تنموية شاملة تنسجم مع التوجهات الداخلية والخارجية للحكومة، فاتساق الخطى وتوحيد الرؤى والسياسات ليس بالأمر الجديد على قيادة رشيدة استطاعت أن تضع البلد في قائمة أكثر بلدان العالم تقدماً وازدهاراً، فقد تبنت الإمارات وما زالت تتبنى العديد من المبادرات التي من شأنها تعزيز رؤيتها الاستراتيجية، والتي تتطلع من خلالها إلى تحقيق التنمية المستدامة التي تعتبر سعادة ورفاهية الفرد أحد أهم محاورها، وهو ما ترجمته في المدى القريب «رؤية الإمارات 2021» الرامية إلى تنويع مصادر الدخل وبناء اقتصادات غير نفطية قائمة على المعرفة والإبداع وتعزيز تنافسية الدول عالمياً، كما تترجمه في المدى البعيد «مئوية الإمارات 2071» الهادفة إلى جعل الإمارات أفضل دولة على مستوى العالم من خلال جعل شعبها أسعد شعب، وفي إطار تحقيق ذلك الهدف، تحرص القيادة الرشيدة على استغلال كل فرصة ممكنة للتواصل مع الشعب واحتضان كل آماله وأحلامه، وفي هذا السياق، يدخل لقاء سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، مؤخراً، مع طلبة دولة الإمارات العربية المتحدة في بعض الجامعات اليابانية خلال زيارة سموه الرسمية إلى اليابان، حيث تعرف سموه على التخصصات الدراسية للطلبة واطلع على أحوالهم المعيشية، واستمع إلى مقترحاتهم، كما حثهم على التفوق والتميز والاجتهاد في الدراسة من أجل الإسهام في مسيرة التنمية الشاملة للدولة عقب نهاية فترة دراستهم الجامعية، وأعرب سموه عن سعادته بلقاء الطلبة وإعجابه بهمتهم العالية في تحصيلهم العلمي، وأشاد بحرصهم على تحقيق التميز الدراسي وتطلعهم إلى العودة إلى الوطن للقيام بأدوار فاعلة في تعزيز مسيرة التنمية. ?كذلك ?زار ?سموه ?مدرسة ?هيبيا ?الثانوية ?في ?اليابان ?التي ?تعد ?واحدة ?من ?أقدم ?المدارس ?الثانوية ?في ?العالم (?تأسست ?عام ?1878) ?والمعروفة ?باسم «?أفضل ?مدرسة ?ثانوية ?في ?اليابان»?، ?واطلع ?على ?المنظومة ?التعليمية ?وطبيعة ?اليوم ?الدراسي ?داخلها. إن زيارة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، إلى اليابان تحمل دلالات عديدة على مختلف الصعد، من بينها أنها تبرهن على الاهتمام الكبير الذي توليه القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة، ممثلة في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، برعاية ودعم مواطنيها في الداخل والخارج، باعتبار ذلك جزءاً لا يتجزأ من السياسة الخارجية التي تجمع بين تعزيز مكانة الدولة على الساحتين الإقليمية والدولية، وخدمة أهداف التنمية في الداخل ورعاية المواطن الإماراتي في أي مكان يحل فيه خارج الوطن، وهذا ما ترجمته بجلاء «استراتيجية وزارة الخارجية والتعاون الدولي للأعوام 2017-2021» التي أطلقها سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان مؤخراً. ومن ناحية أخرى، تعكس الزيارة حرص القيادة الرشيدة للدولة على متابعة أحول الطلبة المبتعثين بالخارج، والتأكد من تحقيق أهداف البعثات الخارجية، والاستفادة الكاملة من تلك الكفاءات، والحرص على نقل خبراتها إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، كما يدخل ذلك الاهتمام من جهة أخرى في إطار جهود الدولة في الاهتمام بفئة الشباب باعتبارهم ركيزة التنمية الشاملة ورأس المال الحقيقي للوطن، والإيمان بأن السبيل الوحيد لتحقيق أهداف التنمية على المدى البعيد والمتوسط هو إعداد كوادر وطنية مميزة بتوفير أفضل النظم التعليمية لها، وتشجيعها على النجاح والتميز، وتوفير بيئة تضمن للشباب التطور والرخاء والسعادة، وتسخير الإمكانات كافة التي تؤهلهم ليكونوا بناة أساسيين في بناء حاضر الدولة ومستقبلها. ومما لا شك فيه أن تلك المبادئ والأسس التي تقوم عليها، سياسة دولة الإمارات العربية المتحدة تجاه مواطنيها هي التي أكسبتها احترام العالم، وأضافت فاعلية لتحركاتها في الشرق والغرب، وجعلها داعماً أساسياً لسياسات التنمية في المجالات كافة، وعززت مكانتها بصفتها دولة متحضرة تعطي الأولوية لبناء الإنسان ورعاية مصالحه. عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية