الشراكة الصينية الباكستانية.. وضغوط الحالة الفنزويلية الإندبندنت حذّر الكاتب «أندرياس سميث» في مقال نشرته صحيفة «الإندبندنت» أمس الأول، من أنه على الرغم من الاختلاف الكبير بين كل من الرئيس دونالد ترامب، ومرشح الرئاسة الفرنسي «إيمانويل ماكرون»، فإنه على صعيد الفاعلية قد يواجههما المصير السياسي ذاته، مضيفاً: «إذا ما نجح (ماكرون) مثلما تشير التوقعات، فمثل ترامب قد لا يستطيع تمرير القوانين اللازمة لتحقيق وعوده». وأفاد «سميث» بأن أكبر المشكلات التي ستواجه المرشح الليبرالي الفرنسي عقب فوزه المتوقع، هي صلاحياته المحدودة في إصدار مراسيم رئاسية مثل كل رؤساء فرنسا، وهو ما يعني أنه كي ينفذ سياساته لا بد أن يحولها إلى قوانين تمر عبر «الجمعية الوطنية»، وليس لـ«ماكرون» حزب في «الجمعية الوطنية»، وهنا مكمن الخطر، وذكر أنه على رغم أن انتخابات «الجمعية الوطنية» ستُعقد في يونيو المقبل، وقد وعد «ماكرون» بالدفع بمرشحين في كل الدوائر الانتخابية، غير أن ذلك «أمر صعب»، ولا سيما أن الأحزاب التقليدية لا تزال قوية من حيث القدرات التنظيمية على الأرض في كل الدوائر، بيد أن «سميث» أوضح أنه في جولة الانتخابات الرئاسية الأولى في فرنسا، انتصرت قوى التفاؤل على قوى التشاؤم، بتقدم «ماكرون» وتأهله للجولة الثانية في مواجهة «مارين لوبن» زعيمة الجبهة الوطنية المتطرفة، التي حلت ثانية، منوّهاً إلى أن ذلك الانتصار يشكل في حدّ ذاته المفاجئة الأولى في الانتخابات الفرنسية، لأن كلاً من «لوبن» و«ماكرون» من خارج النخب الحاكمة. «فاينانشيال تايمز» وصفت صحيفة «فاينانشيال تايمز» الاستثمارات الصينية في باكستان بأنها «نعمة ونقمة» في الوقت ذاته بالنسبة لإسلام آباد، لأنه على الرغم من حاجتها إلى أموال الصين لدفع عجلة اقتصادها، إلا أن اعتمادها الشديد على بكين يمكن أن يؤثر سلباً على اقتصادها، وأضافت: «إن العجز التجاري لباكستان مع الصين تضاعف في السنوات الأخيرة، وهو ما فاقم من تراجع احتياطيات العملة الأجنبية، وقد أجبر ذلك إسلام آباد على البحث عن قروض طارئة من مصادر خارجية، من بينها الصين ذاتها»، ونوّهت إلى أن بكين لها كل الحق في أن تبحث عن حليف موثوق على حدودها، ولا سيما مع وجود روسيا في الشمال، والهند في الجنوب، وكوريا الشمالية في الشرق، وأفغانستان في الغرب. وتابعت: «إن باكستان هي أقرب الدول التي يمكن أن ينطبق عليها ما تصفه الصين بـ(صديق متكامل الأركان)، وهو ما يظهر قلة الخيارات أمام بكين»، واعتبرت الصحيفة أن العلاقة بين البلدين تبدو غريبة، وقد استغرقت عقوداً لتكوينها، بينما تعزز الصين وضعها باستثمارات تقدر بمليارات الدولارات في الطاقة والبنية التحتية والصادرات العسكرية والقروض لتعزيز العملة الباكستانية، وأوضحت أن تلك القروض بلغت 1.2 مليار دولار منذ العام الماضي، وهو ما يوضح إلى أي حد أصبح اعتماد إسلام آباد على بكين كبيراً، في ضوء تراجع العلاقات مع الولايات المتحدة، غير أن الصحيفة ألمحت أيضاً إلى أن ذلك التحالف يشكّل مخاطر على كلا الجانبين، لأن الغرب لا يمكن أن يتحمل التخلي عن باكستان المسلحة نووياً، حتى إذا أراد ذلك. وتابعت: «إن تطوّر المصالح المشتركة بين البلدين أمر طبيعي، فالتحالف يعزز طموح الصين، التي تسعى إلى إعادة تشكيل النظام الآسيوي الذي يعتمد على المركزية الصينية، مع تحجيم المنافسة الهندية». وقالت الصحيفة: «إن الخطر الأكبر بالنسبة للصين هو أن تصبح باكستان في نهاية المطاف عاجزة عن الوفاء بديونها، ومن ثم لا تصبح عميلاً يمكن الاعتماد عليه، كما حدث مع الولايات المتحدة». «الجارديان» سلطت صحيفة «الجارديان» في افتتاحيتها أمس الأول الضوء على الأوضاع الصعبة التي يعانيها الشعب في فنزويلا، لافتة إلى أن الناس يموتون بسبب نقص الأغذية والاحتياجات الأساسية، وانتشار العنف، بينما يتشبث الرئيس «نيكولاس مادورو» بالسلطة. واعتبرت أن «مادورو» يواجه تحديات صعبة بالنسبة لبلده، وخصوصاً بعد الإخفاق في مواجهة الأزمة الاقتصادية التي تفجَّرت عندما هبطت أسعار النفط، وهو ما أظهر ضعف سياسات «التشافيزية»، التي أطلقها سلفه «هوجو تشافيز» من أجل تخفيف الفقر والمعاناة عن أفراد الشعب الفنزويلي. وقالت الصحيفة: «بعد أن كانت أثرى دولة في أميركا الجنوبية، بات الآن أربع من كل خمس أسر تعاني من الفقر في فنزويلا، أي ما يزيد على ضعف النسبة عندما كان تشافيز في السلطة»، وأضافت: «إن الأطفال يموتون بسبب نقص الأدوية العادية، بينما ازدهرت جرائم القتل والخطف مقابل الفدية، وتجاوزت معدلات التضخم بنسبة 800 في المئة، وانكمش الاقتصاد بصورة حادة». وفي هذه الأثناء، دعت الصحيفة المجتمع الدولي إلى فرض عقوبات شخصية متعددة الجوانب على كل من الحزب الحاكم وحلفائه من أجل حملهم على إجراء محادثات جادة مع المعارضة بهدف الخروج بالبلاد من الأزمة الخانقة، محذرة من أن أي إجراء مباشر من الولايات المتحدة وحدها من شأنه أن يصب في مصلحة النظام الحاكم بتعزيز روايته الخاصة بالتدخل الأميركي. إعداد: وائل بدران