تتماسك المعارضة ضد رئاسة دونالد ترامب بصورة جيدة، وهو أمر يستحق الثناء. فمع اقترابنا من نهاية المئة يوم الأولى من إدارة ترامب، يتم تكريس قدر هائل من الانتباه والتغطية لتحليل تأثيرها وفاعليتها. ولكن أودّ أيضاً أن أنتهز الفرصة لأحتفي بتأثير وفاعلية المعارضة. ويجدر بي التأكيد أن مسألة مرونة المعارضة كانت أحد الأمور التي شعرت بالقلق والتساؤل بشأنها منذ البداية، وذلك لأنه في العصر الرقمي الحالي، يبدو التحمل بالنسبة لكثير من الأميركيين أمرا نادرا، والانتباه قاصر، والحاجة إلى النتيجة الفورية أو على الأقل الحلول العاجلة، هائلة. وقد ساورني القلق من أن قصر النظر المعاصر من شأنه أن يمنع المعارضين من فهم اللعبة، وأن الإنهاك من الغضب المستمر سيدفعهم من دون إحساس إلى هجوم عنيد. ولكن، من دواعي سروري أن قلقي كان بلا أساس، ليس فقط لأن الحركة لا تزال قوية، وإنما لأنه من الواضح أنها تزداد قوة. وقد وجد الناس مخلّصاً من حزنهم، ألا وهو الحماسة الشديدة، وبعيداً عن الضعف، تكتسب مقاومة ترامب قوة وبأساً. ومثلما أوضح «جون كاسيدي» خلال الشهر الجاري في تقرير حول المقاومة نُشر في «ذا نيويوركر»: «المذهل حقاً هو عدد الناس الذين حشدهم ترامب ممن كانوا لا يلقون بالاً لما يحدث في واشنطن، فقد سيّس كثيرين ممن كانوا لا يبالون بالسياسة في السابق، وفي نهاية المطاف، ربما يكون ذلك من بين أكبر إنجازاته كرئيس». وجاءت هذه التعليقات على وجه الخصوص للإشارة إلى «حشود المعارضين»، الذين حضروا إلى فاعليات المشرعين بأعداد قياسية في بعض الأحيان. وقد اتسمت تلك الحشود بالانفعال والصراحة والمواجهة، ولا يبدو أنهم سيرضخون، وإنما سيحاسبون نوابهم، ويؤكدون بوضوح أن من يدافع عن ترامب أو يؤيد أجندته سيُعاقب في صناديق الاقتراع. وعلاوة على ذلك، يشعر الشباب، على وجه الخصوص، باستياء تجاه ترامب، وتحولوا ضده. وكشف استطلاع للرأي أجراه مركز «جالوب» ونشر نتائجه الأسبوع الماضي، إلى أن نسبة المستطلعة آراؤهم، ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عاماً، وكان يعتقدون أن ترامب يفي بوعوده، تراجعت بنسبة 22 نقطة خلال شهرين من بداية فبراير حتى بداية أبريل، من 56 في المئة إلى 34 في المئة فقط. تشارلز بلو كاتب أميركي يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»