مخاطر «الضربة الاستباقية» اليابانية.. وخطة «مون» للسلام بين الكوريتين «تشينا ديلي» في افتتاحيتها يوم الجمعة الماضي، وتحت عنوان «لا يوجد طرف يستطيع بمفرده إحلال السلام في شبه الجزيرة الكورية»، رأت «تشينا ديلي» الصينية، أن الصين وروسيا والولايات المتحدة، ربما توصلت إلى قناعة حول مقاربة سليمة للتعامل مع صداع مشترك يتمثل في كوريا الشمالية. فحالة القلق التي انتابت الدول الثلاث، دفعتها إلى إقرار موجة الإدانات، والدعوة إلى فرض مزيد من العقوبات ضد بيونج يانج. لكن التفاوت في مقاربات كل دولة من الدول الثلاث تجاه كوريا الشمالية، يتسبب في وجد ثغرات تقلل من فعالية العقوبات المفروضة على نظام بيونج يانج. وعزت الصحيفة حالة الهدوء النسبي في شبه الجزيرة الكورية خلال الأيام القليلة الماضية، إلى أنها قد تعود إلى كبح جماح كوريا الشمالية التي وجدت أنها أججت تصعيد في الإقليم اقترب من حافة الهاوية. وحالة الهدوء هذه يمكن اعتبارها فرصة لروسيا والولايات المتحدة والصين، لإطالة أمد الهدوء الذي لا يدوم طويلاً في شبه الجزيرة الكورية. وحسب الصحيفة، من الصعب أن تتخلى بيونج يانج عن مساعيها لحيازة ترسانة نووية، لأن هذا هو ورقة المساومة الوحيدة التي تمتلكها. وتقول الصحيفة: «ربما تطلق بيونج يانج صاروخاً بالستياً جديداً أو تقوم بتجريب سلاح نووي، وذلك إذا لم تجد أنها لن تتعرض لتهديد وشيك، وعلى أية حال، لا تستطيع بيونج يانج تحمل توترات شديدة، لكنها غير قادرة على العيش من دون هذه التوترات». ولدى الصحيفة قناعة، بأن تنامي التهديدات النووية الكورية الشمالية يشي بحاجة الولايات المتحدة وروسيا والصين وكوريا الجنوبية إلى اتخاذ موقف متماسك تجاه بيونج يانج، فالدول الثلاث لا تتكلم بصوت واحد مع الكوريين الشماليين. وحسب الصحيفة، تتحمس الصين عندما تجد الولايات المتحدة مهتمة بإيجاد حل دبلوماسي لأزمة بيونج يانج النووية، وهو توجه تأمل الصين في تفعيله والتعاون من أجل تحقيقه، خاصة أنه من الصعب على طرف واحد الوصول إليه بمفرده. ويتعين على واشنطن إدراك إمكانيات الصين، وأن تتراجع عن فرضيتها المتمثلة في أن بكين قادرة على حل هذه الأزمة بمفردها. «جابان تايمز» تحت عنوان «اليابان والقدرة على ضرب قواعد العدو»، نشرت «جابان تايمز» يوم الأربعاء الماضي، افتتاحية، قالت في مستهلها إن لجنة البحوث المعنية بالقضايا الأمنية التابعة للحزب «الليبرالي الديمقراطي» الحاكم في اليابان، قد سلّمت، أواخر الشهر الماضي، رئيس الوزراء «شينزو آبي» مقترحاً مفاده أن على طوكيو التفكير في تطوير قدرات عسكرية تمكنها من ضرب قواعد إطلاق الصواريخ المعادية. وهو ما تراه الصحيفة رد فعل على قيام كوريا الشمالية وبصورة متكررة بإطلاق صواريخ بالستية. حيازة هذه القدرات ليس بالأمر السهل، سواء ما يتعلق بالتكلفة أو بالتجهيزات التقنية، وربما تسفر عن زعزعة الاستقرار وإرباك البيئة الأمنية في المنطقة، خاصة أنها قد تعطي للعدو فرصة شن ضربات استباقية ضد اليابان، ومن ثم تطالب الصحيفة إدارة «شينزو آبي» بأن تفكر ملياً في التداعيات المحتملة التي قد تترتب على اتخاذ خطوة في هذا الاتجاه. وحسب الصحيفة، فإن امتلاك القدرة على ضرب قواعد صاروخية معادية، تتطلب حيازة تقنيات فائقة كأقمار اصطناعية فائقة الدقة قادرة على رصد ذبذبات الأجهزة المعنية بإطلاق الصواريخ، وأيضاً طائرات وصواريخ قادرة على تحييد رادارات العدو، علماً بأن العملية تتطلب طائرات بمقدورها التحليق على ارتفاعات منخفضة كي لا يتم رصدها عن طريق أجهزة الرادار. ولدى الصحيفة قناعة بأن حيازة أسلحة وتقنيات من هذا النوع، أمر يتعدى مبدأ الدفاع أولاً الذي طبقته اليابان بناء على دستور ما بعد الحرب العالمية الثانية، وبالإضافة إلى ذلك، يتطلب الأمر زيادة ضخمة في الميزانية الدفاعية. وتحذر الصحيفة من أن حيازة طوكيو لقدرات عسكرية تؤهلها لضرب قواعد الصواريخ المعادية، ستؤدي إلى سباق تسلح بين كوريا الشمالية واليابان، كما أن تكريس الميزانية الدفاعية كي تصبح البلدان قادرة على توجيه ضربات استباقية، سيربك الميزانية الدفاعية لقوات الدفاع الذاتي اليابانية، ويربك أطرها وهيكلها التنظيمي، وربما تؤدي إلى تغيير الأدوار الدفاعية التي تم إقرارها ضمن التحالف العسكري بين اليابان والولايات المتحدة، وبموجبها تتولى واشنطن المهام الهجومية، في حين تقوم طوكيو بالمهام الدفاعية. «ذي كوريا هيرالد» بعبارة «خطة نزع السلاح النووي»، نشرت «ذي كوريا هيرالد» الكورية الجنوبية يوم أمس افتتاحية، أشارت في مستهلها إلى أن «مون جاي إن» مرشح حزب «كوريا الديمقراطية» في الانتخابات الرئاسية الكورية الجنوبية المقرر إجراؤها في التاسع من مايو المقبل، قد كشف الأحد الماضي عن خطته لجعل شبه الجزيرة الكورية خالية من السلاح النووي، فهو يرى أن على بلاده قيادة جهود المجتمع الدولي لتحقيق هذا الهدف. الصحيفة مقتنعة بصواب الهدف، لكنها تشكك في قدرة سيؤول على تحقيقه، المرشح الرئاسي الكوري الجنوبي يرى أنه سيقنع كوريا الشمالية بالجلوس على طاولة المفاوضات، وأشار إلى أنه لن يجعل بيونج يانج تتحرك بمفردها، بل سيجعل واشنطن تتحرك بالتزامن معها. الصحيفة ترى أن موقف «مون» يأتي صدى للمقاربة الصينية الرامية لوضع حد لتهديدات كوريا الشمالية، فبكين تريد وقف التجارب الصاروخية والنووية الكورية الشمالية، وفي الوقت ذاته تتوقف الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية عن إجراء مناورات عسكرية مشتركة. «مون» يقول إنه سيقنع الصين بإعادة استئناف المحادثات السداسية المعنية بوضع حل لأزمة كوريا الشمالية النووية، وإقناع الولايات المتحدة بفعل المزيد من أجل تحسين علاقتها مع بيونج يانج. لكن الصين بالفعل تسعى لاستئناف المفاوضات السداسية، والولايات المتحدة تطالب «بيونج يانج» بوقف برنامجها النووي كشرط مسبق لاستئناف المفاوضات، علماً بأن كوريا الشمالية لن تتخلى عن قنابلها النووية تحت أي ظرف، لذا تبدو خطة المرشح الرئاسي الكوري الجنوبي غير واقعية، فواشنطن تتبنى موقفاً متشدداً، وتهدد باتخاذ خطوات أحادية ضد كوريا الشمالية إذا دعت الضرورة. وتصف الصحيفة هذه الخطة بأنها تشبه الاستراتيجية الدبلوماسية التي سبق أن تبناها الرئيس الكوري الجنوبي السابق «رو مو هيان»، والذي خدم معه «مون» كمسؤول عن شؤون الرئاسة، الرئيس السابق كان يعتبر بلاده قوة توازن في شمال شرق آسيا، وبمقدورها الاعتماد على نفسها في حل قضايا المنطقة، بما فيها تهديدات بيونج يانج. وهو يأمل في إحياء «سياسة الشمس المشرقة» التصالحية مع «الشمال» التي تبناها الرئيس الكوري الجنوبي السابق «كيم داي يونج»، وإبرام اتفاقيات ضبط تسلح بين الكوريتين لمنع احتمال اندلاع حرب بينهما، والدعوة لمعاهدة سلام بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية كجزء من صفقة تتخلى فيها الأخيرة عن أسلحتها النووية، علماً بأن هذه المعاهدة تستوجب سحب القوات الأميركية من كوريا الجنوبية، ما قد يخل بالتوازن الأمني القائم. وهو ما تراه الصحيفة أمراً «وهمياً» محفوفاً بالمخاطر. وتناشد الصحيفة «مون» بأن يتبنى استراتيجية أكثر واقعية، بدلاً من الحديث عن أفكار مثالية تتعلق بجعل شبه الجزيرة الكورية خالية من الأسلحة النووية.