من المفارقات أن «بيل أوريلي» – ربما المحافظ الكاثوليكي الأبرز في التلفزيون الأميركي – قد تم فصله في نفس اليوم الذي التقى فيه والبابا فرانسيس. والاثنان يمثلان أجزاء فكرية مختلفة من الكنيسة الكاثوليكية، وقد ساعد عمله كمقدم برامج تلفزيونية على جعل ازدرائه لبعض مواقف البابا معروفاً، وبعد أن سخر البابا فرانسيس، العام الماضي، من الجدار الذي اقترحه المرشح الرئاسي آنذاك دونالد ترامب، باعتباره «ليس مسيحياً»، استغل «أوريلي» موجات الأثير للضغط على البابا. وفي الوقت نفسه، قال: «أريد أن أقول للبابا فرانسيس، إن الملايين من الأميركيين قد أضيروا اقتصادياً جراء نظام الهجرة لدينا الذي يحتاج بشدة إلى الإصلاح. أعتقد أن بإمكاني إقناع البابا بأن توفير الحماية وإنفاذ قانون الاستيطان هو بالتأكيد أمر ليس غير مسيحي». ومن غير المرجح أن يكون «أوريلي» قد حصل على هذه الفرصة على الإطلاق لمحاولة إقناع الحبر الأعظم عندما صافحه لفترة وجيزة أثناء إجازته في روما. وتضع إقالة «أوريلي» من قناة «فوكس نيوز» حداً لدفاعه الذي استمر 20 عاماً عن الحقوق الدينية في سياسة المؤسسة «الجمهورية»، فخلال فترة عمله، ساعد «أوريلي» على رعاية حركة اليمين المتطرف في قلب الحزب «الجمهوري» من خلال ربط حركة دينية بوسائل إعلام يمينية. وكان «أوريلي» يستشهد بالدين بانتظام كجزء من برنامجه، وكان يتصرف كمتنبئ يميني عدواني يشجب اليسار العلماني النخبوي. وعندما كان «أوريلي» في أوجه، كان مدافعاً رئيسياً عن اليمين الديني. وكان تهجمه اللفظي كل عام ضد «الحرب على عيد الميلاد»، يؤججه الخوف من أن اليوم المقدس الأكثر تفضيلاً سيطرح جانباً من الناحية الثقافية من أجل «عطلات سعيدة». وفي عام 2012، قال إن اليسار كانوا «يربطون عيد الميلاد بالسياسة العلمانية التقدمية». لماذا؟ لأنهم كانوا يريدون «أميركا جديدة، وألا يكون عيد الميلاد التقليدي جزءاً منه». بالنسبة لأوريلي وقناة فوكس نيوز، كانت الأدلة القاطعة على هذا الجهد المنسق المفترض تتمثل في رفض البيت الأبيض برئاسة أوباما ذكر كلمة «عيد الميلاد» على بطاقات العطلات السنوية، وهو جزء من مجهود أكبر من قبل أوريلي وحلفائه في اليمين الديني من أجل إبراز الحروب الدينية في مقدمة السياسة الأميركية. ومن خلال وضع اليسار في مواجهة مع الدين، كان «أوريلي» يزعم بوضوح أن الحزب «الجمهوري» يجب أن يكون البيت السياسي الطبيعي للأميركيين المتدينين. كريستوفر هيل محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»