منذ نشأة اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة على يد المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لم تكن يوماً قضية تمكين المرأة قضية ثانوية، بل كانت وما زالت وستظل قضية رئيسة حيوية، وضعها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، على رأس قائمة أولويات مرحلة التمكين، ويسير على النهج ذاته صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وأخوه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، إيماناً بأهمية دور المرأة. وتسير جهود الدولة وفق رؤية استراتيجية منهجية وواضحة، تستهدف إشراك المرأة في العملية التنموية ومواكبة الإنجازات المتلاحقة التي تشهدها الإمارات يوماً تلو الآخر في الميادين كافة، وقد حرصت الدولة على تمهيد الطريق أمامها، وتسخير السبل التي تؤهلها للتمثيل المشرف لوطنها في المحافل الدولية، وتعزز دورها الريادي في مختلف المواقع المجتمعية التي تتبوأ مسؤولياتها. وإذا جاء الحديث عن المرأة الإماراتية، يأتي الدور الفريد والمتميز الذي تضطلع به سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة التي حملت على عاتقها مسؤولية تمكين المرأة الإماراتية ورفع مستوى مشاركتها في جميع ميادين العمل، من خلال جهود حثيثة جعلت المرأة الإماراتية خير نموذج يحتذى به، وتحظى تلك الجهود بتقدير وإشادات محلية وإقليمية ودولية تثمّن دور «أم الإمارات» في إعلاء شأن المرأة الإماراتية، وفي هذا الإطار أشادت حرم سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة «مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين»، رئيسة «مؤسسة دبي للمرأة»، بالرعاية الكريمة والدعم المستمر من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك للمرأة، ما أسهم في فاعلية دورها في المجتمع والاقتصاد الوطني، وقد جاء ذلك خلال إطلاق سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم مؤخراً الخطة الاستراتيجية لمؤسسة دبي للمرأة «2017-2021»، الداعمة لرؤية وأهداف المؤسسة، وفي مقدمتها زيادة مشاركة المرأة الإماراتية في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وتعزيز تميزها وريادتها في المجالات كافة، وذلك بالتزامن مع مرور 10 سنوات على تأسيس «مؤسسة دبي للمرأة»، التي حققت خلالها العديد من الإنجازات. وتأتي هذه الخطة الاستراتيجية في سياق جهود الدولة لتعزيز مكانة المرأة الإماراتية، حيث تتبنى سياسات خاصة بزيادة مشاركتها في قطاعات العمل، وتنفيذ شراكات استراتيجية مع الجهات والهيئات كافة من القطاعين العام والخاص، القادرة على إحداث نقلة نوعية في ملف المرأة، مع تمثيل المرأة الإماراتية في المحافل الدولية، إضافة إلى تطوير قواعد البيانات البحثية، بما يصب في الارتقاء بقدرات المرأة، وبمهارات جيل جديد من القيادات النسائية. إن مساعي دولة الإمارات العربية المتحدة في تمكين المرأة الإماراتية الهادفة إلى أن تتبوأ المكانة اللائقة بها، وتكون نموذجاً مشرفاً لوطنها، تشمل تصديق الدولة على الاتفاقيات الدولية المتعلقة بالقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة والداعية إلى المساواة بين الجنسين، بالإضافة إلى المبادرات الرائدة التي تسعى للارتقاء بمكانة المرأة في المجتمع على جميع المستويات، واستحداث القوانين والتشريعات التي تصون حقوق المرأة، وغيرها من الجهود المتصلة، وقد أصبحت المرأة الإماراتية وزيرة ونائبة في المجلس الوطني الاتحادي، وقاضية ودبلوماسية، ولها حضورها البارز والمؤثر في صنع التنمية الشاملة في البلاد عبر المشاركة الكاملة إلى جانب الرجل في مختلف مواقع العمل والإنتاج، ولا يزال أمام المرأة الإماراتية الكثير لتحققه في ظل دولة لا تضع سقفاً لطموحاتها، ولا تعرف للمستحيل مكاناً بين سطور تاريخها وحاضرها ومستقبلها. عن نشرة «أخبار اساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية