تواجه «فيسبوك» أزمة تتعلق بهويتها، بعد أن نشر أميركي على الموقع عملية قتل نفذها بدم بارد يوم الأحد الماضي، ليشاهدها ملايين الأشخاص، ثم نشر بعدها بقليل بياناً على فيسبوك أيضاً أعلن فيه قتله لأشخاص آخرين. لكن «مارك زوكربيرج»، حين صعد إلى المسرح يوم الثلاثاء الماضي في سان خوسيه بولاية كاليفورنيا ليلقي كلمته في مؤتمر لـ«فيسبوك»، اكتفى بالقول: «قلوبنا مع أسرة وأصدقاء الضحايا في كليفلاند. سنفعل كل ما في وسعنا لمنع مثل هذه المآسي من الحدوث». ثم تحول مؤسس ورئيس شركة «فيسبوك» بعد ذلك مباشرة ليستفيض في مناقشة مطولة بشأن سعي «فيسبوك» لتطوير تكنولوجيا الواقع المعزز التي تدمج بين المعلومات الرقمية وخبرة المستخدم آنياً. ورغم تأثر زوكربيرج فيما يبدو أثناء إشارته إلى حادثة القتل، لكن الإشارة نفسها جاءت كما لو كانت تجاهلاً للقضية. لكن لا غرابة في هذا لأن الإنكار هو طريقة فيسبوك المعتادة. وعلى سبيل المثال، استبعد «زوكربيرج»، بعد الانتخابات الرئاسية مباشرة، تأثير نشر الأكاذيب من الحزبين على الناخبين. وحينها صرح قائلاً: «شخصياً أعتقد أن فكرة أن الأنباء الزائفة على فيسبوك التي تمثل قدراً صغيراً للغاية من المحتوى قد أثرت بأي طريقة على الانتخابات فكرة مجنونة إلى حد كبير». لكن مما يحسب لفيسبوك أنها اتخذت بعد ذلك بعض الخطوات المهمة لإبراز وتقييد وإزالة الحوافز المالية للأكاذيب والتضليل الإعلامي الذي انتشر بشكل كارثي في الحملة. لكن «فيسبوك» لم تعترف بوضوح بعد بحقيقتها باعتبارها شركة إعلام يحصل الناس منها على أخبارهم وتنتج محتوى إخبارياً وتحديداً، بفضل خاصية «فيسبوك لايف» التي عمرها عام. فمنذ تدشين خاصية «فيسبوك لايف» تم نشر عملية اغتصاب وهجوم مروع على شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة وأكثر من عملية انتحار في بث مباشر. وتعتقد إيميلي بيل، مديرة «مركز تو للصحافة الرقمية» في جامعة كولومبيا، أن «لب الموضوع هو الطبيعة الحقيقية لفيسبوك، فهل هي منبر يُمكن أي شخص من نشر أي شيء؟ أم هي شركة إعلام ذاتية التنظيم تطبق معايير معينة؟» والواقع أن «فيسبوك» يستخدمها نحو ملياري شخص نشط شهرياً وحققت أكثر من 10 مليارات دولار من الأرباح السنوية، ولذا فهي أفضل في تحقيق المال وزيادة عدد المشاركين عن الالتزام تجاه سلطتها ومسؤوليتها الكبيرة بالتساوي. مارجريت سوليفان* *كاتبة أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»