منذ إنشائها في سبعينيات القرن العشرين، أراد الآباء المؤسسون لدولة الإمارات العربية المتحدة أن تكون واحةً عربية شامخة تمتد ظلالها الوارفة خيراً وسلاماً وأماناً لا يشمل مواطني الدولة ومقيميها فحسب، بل ينعم به الأشقاء العرب وقتَيْ الرخاء والشدة. فتاريخ مسيرة الاتحاد المباركة يزخر بشواهد وأدلة لا تحصى، يروي إصرار القادة المؤسسين، وعلى رأسهم الوالد المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، على أن تكون الإمارات وتبقى على الدوام خير سندٍ لأشقائها العرب في السراء والضراء، وهو عهد تجدّد الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، الوفاء به كلّ يوم، حيث تواصل قيادتنا الرشيدة بكل حكمة وعطاء رفد سجل الإمارات المشرّف بخطوات سبّاقة ومواقف نبيلة وصادقة تسهم أيّما مساهمة في دعم الأشقاء العرب ونصرة قضاياهم العادلة. ولمتتبع مسيرة الاتحاد المضيئة أن يدرك جلياً، استثنائية الدعم الإماراتي، كمّاً ونوعاً، للدول العربية الشقيقة سياسياً واقتصادياً وتنموياً وصحياً واجتماعياً، بهدف تعزيز استقرارها ودفع عجلة التنمية فيها من جهة، والتصدي لأي خطر يهدد أمنها من جهة أخرى. إن الدور الإماراتي اللافت للنظر في تعزيز التضامن مع الأشقاء العرب ومؤازرة الشعوب العربية في التصدي للتحديات والمخاطر التي تحدق بهم، ولاسيما في تلك الدول العربية التي وقعت ضحية الأزمات والصراعات عقب اندلاع ثورات ما سُمّي بـ«الربيع العربي»، يلقى تقديراً كبيراً من قبل الدول العربية شعوباً وحكومات، وهو الأمر الذي يدلل عليه توالي الشهادات والإشادات العربية الرسمية منها والشعبية، والتي تثني على الجهود الرائدة لدولة الإمارات العربية المتحدة والمساعي الحثيثة لقيادتنا الرشيدة في سبيل خدمة قضايا الأمة، ولعلّ أبرز تلك الشهادات العربية ما جاء على لسان نائب الرئيس اليمني الفريق الركن علي محسن صالح الأحمر، في تصريحات خاصة لصحيفة «الاتحاد»، حيث قال: «إن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، يبذل الجهود كافة لخدمة القضايا العربية والإسلامية، وعمل بكل ما يستطيع على رأب الخلافات بين العديد من القيادات العربية»، منوهاً بتصريحات سموه التي نشرت سابقاً حول دور القوات المسلحة السودانية في اليمن في إطار التحالف العربي، ودعمها لعملية «إعادة الأمل» التي تقودها المملكة العربية السعودية، ومشيداً ببطولة القوات الإماراتية والسودانية المشاركة في عملية «إعادة الأمل» لدعم الشرعية في اليمن، قائلاً: «إنهم يسجلون أروع البطولات، وأنبل معاني الشجاعة والإخاء، من أجل الانتصار للهوية العربية، وحمايتها من الخطر الفارسي الذي يستهدف أمن اليمن والمنطقة». إن الدور الجليل الذي تسهم به دولة الإمارات العربية المتحدة نصرةً لليمن الشقيق، وإنقاذاً للشعب اليمني من براثن مؤامرات المتمردين اللاهثة وراء تحقيق أطماع أولئك الساعين عبثاً لفصل اليمن عن بيته العربي، توازيه أدوارٌ لا تقلّ نبلاً ومروءة في العديد من الدول العربية، ولاسيما في ليبيا التي تسجل دولة الإمارات العربية المتحدة نحوها وقفةً مشرّفة قائمة على مساندة الشعب الليبي في محنته ودعم أمن واستقرار ووحدة الأراضي الليبية، وفي هذا الإطار تبرز إشادة رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبي فايز السراج، مؤخراً، بـ«الدور الإيجابي لدولة الإمارات العربية المتحدة في لمّ الشمل وتوحيد الصف الليبي»، حيث أكد في حوار مع صحيفة «البيان» أن دولة الإمارات العربية المتحدة سبّاقة في تقديم المساعدات السياسية والإنسانية لبلاده، وتقدم كل الشكر والتقدير للقيادة الحكيمة في الدولة. هذه الوقفات الإماراتية المضيئة وسواها، تأتي ترجمة لنهج إماراتي ثابت حريص على تكريس التضامن العربي قولاً وفعلاً، والتفاعل مع القضايا العربية بما يتّسق وموقع الإمارات بصفتها دولة مسؤولة في محيطَيْها الإقليمي والدولي، تبذل كل ما تستطيع بغية الإسهام بفاعلية وإخلاص في إيجاد مستقبل أفضل للشعوب العربية. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية