انتخابات مبكرة في بريطانيا... ورهانات الحملة في فرنسا ذا هيندو صحيفة «ذا هيندو» الهندية أفردت افتتاحية عددها لأمس الخميس للتعليق على إعلان رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي في وقت سابق من هذا الأسبوع عن إجراء انتخابات برلمانية مبكرة في الثامن من يونيو المقبل، إعلان تقول الصحيفة إنه فاجأ معظم البريطانيين على اعتبار أن ماي سبق لها أن استبعدت في عدة مناسبات تنظيم انتخابات مبكرة. ومع موافقة مجلس العموم بعد يوم على إعلان ماي تقديم موعد الانتخابات، التي كان من المقرر أن تجرى في 2020، بأغلبية 522 صوتاً، مقابل معارضة 13 صوتاً فقط، تقول الصحيفة، يبدو أن كل شيء بات مهيأً على النحو الذي تريده، وذلك في تباين قوي مع ما كان عليه الوضع الصيف الماضي عندما اختيرت من قبل المحافظين لشغل رئاسة الوزراء في «10 داونينغ ستريت» بعد تنحي رئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون عقب الاستفتاء حول انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وقتئذ، تقول الصحيفة، كان المحافظون منخرطين في صراعات داخلية كان بعضها مؤلماً جداً إلى درجة أن ماي لم تسلم من هجمات شخصية تتعلق بصحتها وأسرتها، وهي مسائل لا تمت بصلة لسياستها ولا بأهليتها لأن تكون رئيسة حكومة. ولكن ماي أحرزت تقدماً كبيراً منذ ذلك الوقت، تقول الصحيفة، حيث أحكمت سيطرتها على أجهزة الحزب. ونتيجة لذلك، هُمش أعضاء البرلمان القلائل المتبقون من المعسكر المؤيد لأوروبا. كما كُبح أيضاً جماح المشاغبين المحتملين بين المشككين في جدوى الاتحاد الأوروبي. وتقول الصحيفة إن ماي تشعر الآن بأن الوقت قد حان لمحو التصور السائد لدى البعض بأنها رئيسة وزراء غير منتخَبة، مضيفة أن العقبة الحقيقية الوحيدة التي واجهت خطتها للخروج من الاتحاد الأوروبي كانت التحدي القانوني الذي كان يشترط ترخيصاً برلمانياً رسمياً لانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وعن السيناريوهات المرجحة خلال المرحلة المقبلة، قالت الصحيفة إن هامش المناورة بالنسبة لبريطانيا من أجل التوصل لاتفاق معقول مع بلدان الاتحاد الأوروبي السبعة والعشرين الأخرى يبدو «محدوداً للغاية». ومع بدء العد العكسي للخروج في 2019، تضيف الصحيفة، هناك الآن فهم أكبر في لندن لهذا السيناريو القادم مقارنة مع ما كان عليه الحال قبل بضعة أشهر، مشيرة إلى أن ثمة احتمالاً كبيراً لأن يظل قانون الاتحاد الأوروبي سارياً في عدة مجالات بعد وقت طويل على الفترة الانتقالية التي تلي مغادرة لندن للتكتل رسمياً في مارس 2019. سيدني مورنينغ هيرالد ضمن تعليقها على الاستفتاء التركي حول الانتقال من نظام نيابي إلى نظام رئاسي، انتقدت صحيفة «سيدني مورنينغ هيرالد» في افتتاحية عددها ليوم الأربعاء التعديلات الدستورية التي قالت إنها تعبد الطريق لـ «حكم ديكتاتوري بحكم الواقع»، مشيرة إلى أن نتيجة الاستفتاء تشير إلى انقسام حاد بين الأتراك، حيث فاز المعسكر المؤيد لها بفارق بسيط مقارنة مع المعسكر الرافض. وبذلك يكون الرئيس رجب طيب أردوغان قد حقق حلماً كان يراوده منذ وقت طويل ويتمثل في تركيز السلطات في منصب الرئاسة، تغليباً لمصلحة الاستقرار على ما يفترض. واليوم وقد قضي الأمر، تقول الصحيفة، يتعين على الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تحديد أفضل الطرق للتعاطي مع أردوغان بطريقة تبقي على الثقة في الـ 49,6 في المئة من الأتراك الذين رفضوا سعيه لتركيز السلطات بين يديه، ولكن من دون استعدائه ودفعه لتبني مواقف «تزيد من زعزعة استقرار منطقة غير مستقرة أصلًا». وفي هذا السياق، قالت الصحيفة إن الولايات المتحدة تحتاج لتركيا كقاعدة انطلاق لهجماتها الجوية ضد تنظيم «داعش» في سوريا والعراق، ولا ترغب أيضاً في رؤية تقارب بين أردوغان وروسيا في وقت يساعد فيه بوتين نظامَ الأسد في سوريا. غير أن الصحيفة تقول إن ثمة أملًا في حقيقة أن التصويت بـ «لا» خسر بفارق بسيط على رغم تعبئة كل أجهزة الدولة ضده، وإن أردوغان خسر الدعم بين كتلته الناخبة في إسطنبول. ومن جهة أخرى، قالت الصحيفة إن تركيا تعاني من ضعف وانقسام أحزاب المعارضة، ولكنها توقعت أيضاً أن الاستفتاء الأخير قد يدفعها للتعبئة وتشكيل جبهة موحدة فعالة. لوتان صحيفة «لوتان» السويسرية خصصت افتتاحية عددها ليوم الأربعاء للتعليق على حملة الانتخابات الفرنسية معتبرةً أنه إذا كان تأهل مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبين، ومرشح أقصى اليسار جون لوك ميلانشون إلى الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية يمثل إمكانية حقيقية، فإن بحث برنامجي فرانسوا فيون، مرشح يمين الوسط، وإيمانويل ماكرون، مرشح الوسط، سيشكّل من دون شك «العنصرَ المحدِّد» في تصويت الفرنسيين المقيمين في الخارج. وتعترف الصحيفة بأن الجالية الفرنسية المقيمة في الخارج ليست مقياساً موثوقاً لتقييم حظوظ المرشحين الرئاسيين، مشيرة إلى أن نمط حياتهم واختيارهم العيش خارج فرنسا يجعلان منهم ناخبين مختلفين. ولكنها تلفت أيضاً، في المقابل، إلى أنهم يُعتبرون مرآة ممتازة طالما أن مطالبهم واحتياجاتهم تعكس ما ينقص فرنسا 2017 من أجل اندماج ناجح في العولمة. وهو ما يفسر أهمية المقترحات التي يقدمها المرشحون الرئاسيون لحل مشاكلهم وتلبية طموحاتهم، وخاصة المرشحين من أمثال فرنسوا فيون وإيمانويل ماكرون الذين ينوون المراهنة على الشراكة والانفتاح الاقتصادي والمنافسة. وحسب الصحيفة، فإن المعركة الحقيقية ستدور من دون شك حول مجالين حاسمين بالنسبة لفرنسيي الخارج. الأول هو رهان تمثيل الدولة. ذلك أن فرنسا، وبعد الخمس سنوات المعقدة التي شارفت الانتهاء، في حاجة لرئيس يجسِّدها ويمثلها في العالم. أما المجال الثاني، فهو ذاك المتعلق بالتجديد. ذلك أن فرنسيي الخارج يشتكون دائماً من «النظام»، والسياسيين، الذين يجدونهم «مهنيين» بشكل مبالغ فيه. ووفق الصحيفة، فإنه في كلا المجالين تبدو كفة ماكرون راجحة على كفة فيون. إعداد: محمد وقيف