تعد الانتخابات الرئاسية الإيرانية مهمة لرسم ملامح المشهد الإقليمي خلال الفترة المقبلة، بسبب النفوذ المتعاظم لإيران وأدوارها الإقليمية في ظل تصاعد أجواء التوتر الإقليمي والدولي، حيث أعلن يوم الثلاثاء 11 أبريل عن فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية الإيرانية المقرر إجراؤها في 19 مايو المقبل لتستمر عملية التسجيل لخمسة أيام وتغلق يوم السبت 15 أبريل، وذلك في مبنى وزارة الداخلية الإيرانية. وأعلن رئيس لجنة الانتخابات الإيرانية علي أصغر أحمدي أنه وصل عدد الذين تقدموا بطلبات ترشحهم لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة إلى 1636 مرشحاً، بينهم 137 سيدة و1499 رجلاً، وبلغ عمر أصغر المترشحين 18 عاماً وأكبرهم 92 عاماً، وذلك لعدم وجود شرط العمر والمؤهل العلمي للمتقدم. وبدء بالنظر في طلبات المتقدمين للانتخابات من يوم أمس الأحد 16 أبريل ولمدة خمسة أيام، حيث سيتم تمديد مدة النظر في طلبات المتقدمين للترشح للانتخابات من تاريخ 21 إلى 25 أبريل. وسيتم في تاريخ 26 و27 أبريل إعلان وزارة الداخلية عن نتائج أسماء المرشحين المقبولين، ومن ثم تبدأ الدعاية الانتخابية من تاريخ 28 أبريل حتى 17 مايو، على أن يتم وقف الدعاية الانتخابية في تاريخ 18 مايو، وبدء الاقتراع في تاريخ 19 مايو. يرى المراقبون أن نظام الترشح للانتخابات الإيرانية يعد «أغرب نظام انتخابات رئاسية في العالم»، وذلك للعدد الكبير من المتقدمين للترشح، إذ ووفقاً للقوانين الإيرانية، فإن المواطنين الإيرانيين والذين يجدون في نفسهم الكفاءة للإدارة يحق لهم التقدم للترشح للانتخابات، إذ صرح أحد المتقدمين للانتخابات حول سبب تقدمه للترشيح: «الكل يترشح، لذلك قررت الترشح أيضاً». وبغض النظر عن العدد الكبير المتقدمين للانتخابات الرئاسية، فإن المنافسة الفعلية ستنحصر في عدد محدود تتفاوت فرصهم المحتملة في السباق الانتخابي طبقاً لعوامل متنوعة تلعب دوراً في التأثير على حسم نتيجة السباق الرئاسي، ومن أبرز الشخصيات المرشحة: الرئيس الإيراني الحالي حسن روحاني، الذي قال عقب ترشحه، إن «حفظ الاتفاق النووي سيعد من اليوم فصاعداً أحد أهم القضايا السياسية الداخلية والخارجية للشعب الإيراني»، ورجل الدين "إبراهيم رئيسي"، المقرب من المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي الذي عينه في عام 2016 رئيساً لمنظمة «آستان قدس رضوي»، المسؤولة عن مؤسسة دينية ميزانيتها مليارات الدولارات تدير تبرعات لأقدس ضريح في البلاد في مدينة مشهد. ويعتبر «رئيسي» أحد الأسماء المرشحة وبقوة لتولي أعلى منصب في إيران، وهو المرشد الأعلى للثورة بعد وفاة المرشد الحالي خامنئي، قال بيان أصدره بمناسبة إعلان ترشحه، إن الخطوة الأولى لحل المشكلات الاقتصادية الإيرانية هي تغيير القيادة، مطالباً الناخبين بأن يدعموا حكومة تتسم «بالكفاءة والمعرفة» تحت قيادته. وسجل الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد طلبه للترشح رغم معارضة خامنئي لترشحه. ومن الأسماء المرشحة كذلك «علي رضا زاكاني» عضو مجلس الشورى الإسلامي سابقاً، ورئيس منظمة التعبئة الطلابية في إيران، ومحمد غرضي الوزير الأسبق للاتصالات والنفط، و"مصطفى هاشمي طبا" الوزير الأسبق للصناعة، والرئيس الأسبق للجنة الوطنية الأولمبية، ومساعد الرئيس الإيراني في حكومة رفسنجاني. و"حميد بقائي" مساعد الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، وكذلك عضو المجلس المركزي لـ«حزب المؤتلفة الإسلامي» مصطفى ميرسليم، والنائب الأول للرئيس الإيراني اسحاق جهانغيري، الذي قال، «أنا وروحاني نكمل بعضنا البعض». كما أعلن شقيق الراحل آية الله هاشمي رفسنجاني رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام محمد هاشمي عن ترشحه. يبدو المرشح «الصحيح» للكرسي الرئاسي في إيران 2017 بالمواصفات التالية: شخص معروف للداخل والخارج بمواصفات قياسية، حيث يتمتع في الداخل بعلاقات وثيقة بدوائر السلطة بدءاً من المرشد والحرس الثوري، وخارجياً مرشح يستطيع أن يمشي على ألغام الوضع الإقليمي ويتعاطى مع الإدارة الأميركية، فيمنع عزلة إيران خارجياً، ولكنه في ذات الوقت يكبح اندفاعة إيران نحو الاندماج بالاقتصاد العالمي. رغم ذلك فالمفاجآت معروفة في لعبة الكراسي الرئاسية الإيرانية.