اجتمع وزراء خارجية دول «مجموعة فيسجراد» - جمهورية التشيك والمجر وبولندا وسلوفاكيا - في وارسو يوم الأربعاء لينضموا إلى ست دول تطمح إلى مناقشة التوسع في الاتحاد الأوروبي تجاه الشرق: وهي جورجيا وأرمينيا وأذربيجان وروسيا البيضاء ومولدوفا وأوكرانيا. ورغم ذلك، فإن مجموعة "فيسجراد" تشكل شيربا غريبة (الشيربا هي مجموعة عرقية من التبت) في عضوية الاتحاد الأوروبي. وتخوض كل من المجر وبولندا حالياً حرباً شرسة مع بروكسل. أما رئيس التشيك فهو يدافع علنا عن تغيير سياسة الاتحاد الأوروبي تجاه روسيا، بينما يهدد حزب يميني متطرف صاعد في سلوفاكيا بإبعاد الدولة عن الغرب والتوجه نحو موسكو. وقبل يوم واحد من انعقاد اجتماع وارسو، أصدر معهد أبحاث "جلوبسيك"، وهو مؤسسة بحثية مقرها براتيسلافا "مؤشر سرعة التأثر"، والذي يهدف إلى التوضيح بالتفصيل مدى سرعة تأثر كل دولة بالقوى الخارجية (أي روسيا)، التي تسعى إلى سحب وسط أوروبا الشرقية بعيداً عن أي "إطار للاتحاد الأوروبي وحلف الناتو". وخلص التقرير إلى أن المجر، هي أكثر الدول عرضة للتأثر بـ "النفوذ الأجنبي المعادي"، تليها سلوفاكيا وجمهورية التشيك وبولندا. وقد تكون وارسو شوكة في جانب الاتحاد الأوروبي، لكن الشيء الذي لم تفعله هو الانسجام مع موسكو – بل هي على العكس من ذلك. ويلقي زعيم حزب القانون والعدالة "جارسلاو كاتشينيسكي" باللوم على روسيا، كونها السبب في حادث الطائرة الذي وقع عام 2010 وأودى بحياة شقيقه التوأم، الذي كان في ذلك الوقت رئيساً للبلاد. ويشير التقرير إلى الطريقة التي تتعرض بها كل دولة للنفوذ الأجنبي المعادي: - المجر، التي يحكمها "فيكتور أوربان" غير الليبرالي والموالي لروسيا، والذي قال ، إن روسيا أثبتت أنها لا تشكل تهديداً للاتحاد الأوروبي ولا لـ"الناتو". وسلوفاكيا هي الدولة التي يشعر تقرير "جلوبسيك" أن التصورات العامة ستكون أسهل في السيطرة عليها، (وحقاً، فإن حزب الشعب الفاشي المؤيد علناً لروسيا قد حصل على ما يقرب من 8% من الأصوات في الانتخابات البرلمانية العام الماضي). أما جمهورية التشيك، فهي الأقل تأثراً فيما يتعلق بالإجراءات المضادة التي اتخذتها الدولة، بحسب ما ذكر التقرير. وخلصت جمهورية التشيك في عام 2015 إلى أن روسيا " تزعزع بشكل أساسي البنية الأمنية الأوروبية"، وعليه، فقد أنشأت البلاد مركز مكافحة الإرهاب والتهديدات المختلطة. (بيد أن هذه الجهود لمكافحة النفوذ الروسي قد خففها الرئيس ميلوس زيمان، الذي حاول تقييد حكومته). - وفي تطور غير متوقع، فإن بولندا، على الرغم من معارضتها القوية لروسيا، فإن بها المجتمع المدني الأكثر تأثراً بها. والسبب في هذا يعود إلى "أن الجماعات التي تناشد المشاعر المناهضة للمهاجرين، أو التاريخ البولندي الأوكراني أو تأييد المظاهرات المناهضة لأوكرانيا، قد ازدهرت مؤخراً في بولندا". إيميلي تامكين* *كاتبة أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة "واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس"