سلطت الضربات العسكرية الأميركية في سوريا الضوء على الدور المتعاظم الذي تلعبه «نيكي هالي»، سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة. وفي الثالث من أبريل الجاري، كتبت «إليانا جونسون» في دورية «بوليتيكو»، أنه «بينما يمارس (ريكس تيلرسون) مهام عمله بشكل كامل بعيداً الأضواء، بزرت (هالي) بصورة غير ملائمة على حساب وزير خارجية دولتها كواجهة للشؤون الخارجية». وفي الثامن من أبريل، كتب «سوميني سينجوبتا» في مقال نشرته «نيويورك تايمز»: «مثلما يرى الدبلوماسيون في الأمم المتحدة، نجحت (هالي) في وضع نفسها في دور قيادي بارز داخل إدارة ترامب». ويوم الاثنين، كتب مراسل «واشنطن بوست» «جيمس هومان»: «يبدو أن (هالي) لا تعتقد أنها تتلقى أوامر من وزارة الخارجية الأميركية». ويسر ذلك «صقور المحافظين»، ويغضب «إد كيلجور» من مجلة «نيويورك»، الذي علق على مقال «هومان» قائلاً: «إنه يترك الباب مفتوحاً حول ما إذا كانت «هالي» ترغب في خلافة (تيلرسون) كوزيرة للخارجية، أم أنها تحاول ترك بصمة في ملف السياسة الخارجية في سعيها إلى الترشح للرئاسة الأميركية». ومن دون الحكم على أداء «هالي» حتى تاريخه، تجدر الإشارة إلى أن وظيفة السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة لطالما شغلها عدد من المسؤولين الطموحين سياسياً. وفي سبعينيات القرن الماضي، تولى جورج بوش الأب، و«دانيال باتريك موينيهان» المنصب، وبعدها أصبح بوش رئيساً، و«موينيهان» عضواً في مجلس الشيوخ. ثم شغل المنصب بعد ذلك كل من «مادلين أولبرايت»، التي أصبحت وزيرة خارجية، و«بيل ريتشاردسون»، الذي ترشح للرئاسة، و«سوزان رايس»، التي كانت قاب قوسين أو أدنى من شغل منصب وزيرة الخارجية، قبل أن تصبح مستشارة للأمن القومي.. وغيرهم كثيرون. والحقيقة أن طموح «هالي» في هذا الدور يتسق مع من سبقوها. بيد أن الأمر غير المعتاد ليس سلوك «هالي»، وإنما غياب أية ضغوط مضادة من واشنطن. فمديرها المباشر هو وزير الخارجية «ريكس تيلرسون»، لكنه لا يحب التحدث إلى وسائل الإعلام، وعندما يفعل ذلك، يكون أداؤه كارثياً، لذا ليس من مصلحة «تيلرسون» كبح جماح «هالي»! دانييل دريزنر: أستاذ السياسة الدولية في كلية «فليتشر» للقانون والدبلوماسية بجامعة «توفتس» يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»