في نوفمبر الماضي، نفذ ريف أميركا انقلاباً سياسياً ناجحاً، حمل دونالد ترامب إلى السلطة. صحيح أن فوز ترامب بالرئاسة ساهمت فيه عدة عوامل، لكن أبرزها كان الدعم الذي حظي به في ريف الولايات المحافظة، لكن حتى الآن، هناك قليل مما يوحي بأن إدارة ترامب تقدم حلولاً لمناطق الريف الأميركي التي دعمت المرشح الجمهوري. في شارع نيدهام، في بلدتي نيوتون بولاية ماساشوستس، لا يوجد مقر لشركة «بوتي بارن» لأثاث المنازل ولا لشركة «لولوليمون» لملابس اليوجا. والمكعب البني القذر لمبنى كان يوماً ما منفذاً لسلسلة متاجر «نيوبيري كوميكس» لبيع المنتجات الموسيقية ما زال قذراً وخاوياً، لكن البلدة خلية نشاط. ومنذ فوز ترامب والولايات المتحدة تشهد جدلاً محتدماً بشأن اللاجئين وشعار «أميركا أولاً». وفي أنحاء نيوتون، هناك لافتات بالإنجليزية والإسبانية والعربية تدل على الترحيب بجميع الناس، لكن شعار «أميركا أولاً» يبدو كما لو أنه يمثل تهديداً مستتراً في حي لا يوجد في مدرسته إلا غرفة واحدة ليس بها مقاعد للاحتفال بالتعددية الثقافية، والمدرسة ليس بها أيضاً إلا ثلاثة أطفال ينتمون لأسرة اللغة الأم للأبوين فيها هي الإنجليزية. وفي هندمان ومناطق أخرى من ريف أميركا، للافتات «مغلق» والمباني المقفلة دلالات جديدة، فهي تدل على أن أميركا لديها نوعها الخاص من اللاجئين، وهم لاجئو صناعة الفحم التي تقلصت، ولاجئو وظائف الصناعات التي تقلصت بسبب إدخال الآلات أو المنافسة الخارجية، ولاجئو اقتصاد كان ينتج من قبل وظائف ذات رواتب أفضل بكثير ويوفر الأمن المالي للعمال أصحاب الياقات الزرقاء. واللاجئون الذين ربما يسألون: ماذا عنا؟ وهم الذين يسمعون شعار «أميركا أولاً» لكن رسالة مختلفة تصلهم. وفي نهاية المطاف وبصرف النظر عن سياسات ترامب، فمن المهم أن نفهم لماذا لقيت كلمات المرشح الجمهوري قبولاً حسناً وسط سكان الريف الأميركي، وعلينا أن نعترف أن المشكلات التي تناولتها هذه الكلمات تحدثت عن أشخاص شعروا بأنهم كم مهمل. مارك سابنفيلد صحفي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»