لا لضربة استباقية ضد كوريا الشمالية.. وترامب مُلام في المحنة السورية «تورونتو ستار» في افتتاحيتها يوم الأربعاء الماضي، وتحت عنوان «ترامب يتحمل اللوم عما يجري في سوريا»، أبدت «تورونتو ستار» الكندية استغرابها من انتقاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي ألقى باللوم على سلفه باراك أوباما، وذلك بعد الهجمات التي شنها النظام السوري بالغازات الكيمياوية ما أودى بحياة 72 سورياً في منطقة «خان شيخون». ترامب اتهم أوباما بالضعف أمام إرهاب الأسد للمدنيين السوريين عام 2013، حيث استخدم نظامه آنذاك غازات سامة ضد المدنيين السوريين. لكن إذا كان ترامب يلوم سلفه، فعليه أن يلوم نفسه أيضاً، فطوال شهور- وربما سنوات- كانت لدى ترامب رسالة واضحة مفادها أن إدارته لن تكون لديها مصلحة في دخول المعترك السوري. الصحيفة سردت تغريدات استشفت منها مواقف مبكرة لترامب - إبان ترشحه- منها أن «سوريا ليست مشكلتنا». ونصح ترامب أوباما بألا يهاجم سوريا، وكرر في مقابلات تليفزيونية بأن الولايات المتحدة لديها مشكلات تفوق مشكلة الأسد. وأن أولوية بلاده تتمثل في هزيمة «داعش». وبتحليل تصريحات ترامب السابقة، يمكن القول إن الرئيس السوري بشار الأسد، سيفسرها بأنها تدفعه للمضي قدماً وأن الأميركيين لن يكونوا عقبة في طريقه. وإذا كان أوباما ضعيفاً في تعامله مع الأسد، فإنه على الأقل لم يقو موقف الرئيس السوري، ولم يعطه ضوءاً أخضر لفعل ما يحلو له مع المعارضة والمدنيين السوريين الأبرياء. فمن الصعب تجاهل تصريحات ترامب السابقة بشأن عدم الانخراط لأميركي في سوريا والهجمات الكيمياوية التي تعرض لها السوريون الأسبوع الماضي، لكن يبدو أن ردود الفعل العالمية على هذه الهجمات جعلت ترامب يغير من لهجته تجاه الملف السوري. الرئيس الأميركي قال إن صور الضحايا في بلدة «خان شيخون» من أطفال ورضّع أبرياء جعلته يعيد النظر ويفكر من جديد في طريقة التعامل مع الأسد نفسه، وقالها صراحة «موقفي تغير تماماً». لكن ترامب رفض الإفصاح عن موقفه الجديد تجاه سوريا، ولم يوضح ماهية الأمور التي يتعين على الولايات المتحدة اتخاذها لمواجهة تصرفات الأسد علماً أن السفيرة الأميركية في الولايات المتحدة «نيكي هالي» حذّرت الأمم المتحدة إذا لم تستطع القيام بخطوة جماعية، فإنه سيتعين على واشنطن اتخاذ خطوات أحادية. هذه التصريحات تُربك حلفاء الولايات المتحدة وتجعل الأسد حراً في إرهاب المدنيين العّزل. اللوم الحقيقي ينبغي أن يطال حكومة الأسد التي تسعى إلى البقاء في السلطة بأي وسيلة، ويقع أيضاً على داعمي بشار في موسكو وطهران. «جابان تايمز» تحت عنوان «ترامب يعكس المسار في سوريا»، نشرت «جابان تايمز» أمس افتتاحية، رأت خلالها أن الضربة الصاروخية التي شنتها واشنطن الأسبوع الماضي واستهدفت بها مطار الشعيرات شمال سوريا، وهي الضربة التي أثنى عليها رئيس الوزراء الياباني، تثير تساؤلات حول سياسة ترامب الخارجية، وأيضاً حول طريقة اتخاذ القرار في الحكومة الأميركية. الصحيفة ترى أن استراتيجية واشنطن في استخدام القوة العسكرية الهائلة ليست واضحة، ما يعني أن هناك تساؤلات ينبغي الإجابة عليها، لأن استخدام القوة قد يسبب مزيداً من المشكلات، ولا يقدم حلولاً. وحسب الصحيفة يتعين على واشنطن أن توضح لخصومها خطوطها الحمراء، كي يتسنى لهم معرفة العواقب المحتملة عندما يُقدمون على خطوات تصعيدية، وهو ما يتطلب استراتيجية واضحة، خاصة أن هناك انطباعاً مسبقاً بأن الشرق الأوسط خلال السنوات الماضية لم يعد ساحة معركة بالنسبة للأميركيين، وأن إدارة ترامب لن تتدخل في الحرب الأهلية السورية. كما أن تزامن هذه الضربات مع وجود الرئيس الصيني في الولايات المتحدة، قد يبعث برسالة لبكين مفادها أن تسامح الولايات المتحدة له حدود، وهذا منطق قد ينطبق على كوريا الشمالية التي تحظى بدعم الصين، وأن على هذه الأخيرة الضغط على بيونج يانج. «ذي كوريا هيرالد» في مقاله المنشور بـ «ذي كوريا هيرالد» الكورية الجنوبية أمس، وتحت عنوان «ضربات نووية استباقية ضد كوريا الشمالية؟»، رصد «روبرت بارك» مؤسس وعضو «التحالف العالمي لمنع المجزرة في كوريا الشمالية، انتقادات موجهة ضد فكرة توجيه ضربة نووية استباقية أميركية ضد بيونج يانج، منها أن ضربة من هذا النوع قد تعصف بالتحالف الأميركي- الكوري الجنوبي. وسينظر لها الكوريون الجنوبيون على أنها خطوة أنانية، تحاول واشنطن من خلالها معالجة تهديد بعيد عن أراضيها، بينما يتحمل الكوريون الجنوبيون عبء مواجهة تهديدات وشيكة وجسيمة بالنسبة لهم. وحسب الكاتب، يمكن اعتبار المقصود من الضربة الاستباقية الأميركية التي يُلوح بها الأميركيون ضد برامج الصواريخ الكورية الشمالية عابرة القارات ضربات وقائية لتدمير قدرات كوريا الشمالية دون أي مؤشر لإمكانية شن هجوم وشيك على منشآتها. وإذا كان الهدف من هجوم أميركي على كوريا الشمالية منع تطوير الأخيرة صواريخها أو إجراء تجارب عليها، فإن هذا الهجوم يندرج ضمن العمليات العسكرية الوقائية التي قد تؤدي إلى ولوج حرب وقائية أيضاً. لكن علينا أن نتذكر أن غزو العراق في 2003 كان حرباً وقائية وليس عملاً عسكرياً وقائياً، وشن حرب وقائية أميركية ضد كوريا الشمالية قد يتسبب في حرب كورية ثانية، حسب توقعات وزير الدفاع الأميركي السابق ويليام بيري، وهي حرب ستكون خسائرها البشرية أكثر من الحرب الكورية الأولى التي راح ضحيتها 5 ملايين نسمة معظمهم من المدنيين. «فيدوموستي» «قانون روسي جديد يحظر على الأطفال من تقل أعمارهم عن 14 سنة استخدام شبكات التواصل الاجتماعي»، هكذا عنون «سيرجي بورتر» تقريره أمس في «فيدوموستي» الروسية، مشيراً إلى أن «فيتالي مولونيف» العضو المحافظ في البرلمان الروسي، اقترح ضرورة الإفصاح عن بيانات الشخص الواردة في جواز سفره قبل إنشاء حساب له على هذه المواقع. القانون المقترح يحذر من وقوع المزيد من ضحايا الغش على مواقع التواصل الاجتماعي خاصة مع تزايد أعداد مستخدميها. وحسب استطلاع أجرته مؤسسة بحثية روسية تتلقى تمويلاً حكومياً، فإن ثلثي الروس أو 62 في المئة منهم يؤيدون حظر استخدام الأطفال لوسائل التواصل الاجتماعي، في حين يؤيد 39 في المئة منهم الإفصاح عن بيانات جواز السفر عند إنشاء حسابات على هذه المواقع. طه حسيب