مع اتساع رقعة الظلام التي باتت تخيم على أنحاء متفرقة من المنطقة والعالم، وسط تفاقم آفة الإرهاب، وتزايد ويلات الصراعات والحروب، وتأجج تداعيات المجاعات والكوارث الطبيعية، تبرز دولة الإمارات العربية المتحدة كنموذج مشرق يشعّ أملاً بأن ثمّة قادماً أفضل مهما عصفت بعالمنا الأزمات والتحديات، نموذجاً بات ملهماً للعديد من الشعوب تنهل من تجاربه الزاخرة بأبلغ دروس الكفاح والنجاح والإرادة والريادة. فدولة الإمارات التي قامت على رؤية وحدوية تنموية عبقرية، نجحت خلال وقت قياسي في طيّ التحديات الجمّة وكسب الرهان بالانتقال بشعب الإمارات إلى حاضر ملؤه الرخاء والإنجازات الكبيرة، وتتويجه كأحد أسعد شعوب العالم، باتت بذاتها قصة نجاح تتداولها الأمم، وترنو إلى محاكاة تجربتها الرائدة. ولعل من أبرز ما يميز هذا النموذج الإماراتي المشرق، هو أن خيراته لا تقف عند حدود الدولة أو تقتصر على شعبها ومقيميها فحسب، بل إن لهذا النموذج أياديَ بيضاء تبادر لإغاثة الملهوفين وعون المعوزين والمتضررين من النزاعات والأزمات والكوارث أينما وجدوا، ما جعل الدولة تتصدر مكانة رائدة في تقديم المساعدات الإنسانية والإنمائية لمختلف دول العالم، فضلاً عن السياسة الثابتة التي تنتهجها دولة الإمارات في مساندة قضايا الحق والعدل، وموقفها الحازم والحاسم في التصدي لآفة الإرهاب والفكر التضليلي المتطرف من خلال ما تضطلع به من دور ريادي في الجهود الإقليمية والدولية المشتركة لمكافحة الإرهاب جنباً إلى جنب إسهاماتها المشهودة في نشر قيم التسامح والتعايش والانفتاح على الثقافات المتعددة وقبول الآخر واحترامه بصرف النظر عن دينه أو عرقه أو لونه، إضافة إلى تبنيها كل ما من شأنه أن يصب في مصلحة تحقيق الأمن والسلم الدوليين. كما أن دولة الإمارات وانطلاقاً من وعيها بأن بناء المواطن علمياً وأخلاقياً ووطنياً خيرَ بناء هو الطريق الأقوم لتجاوز تحديات الحاضر، وصمّام الأمان الأول لصون مكتسبات الوطن، وبالتالي الانتقال الآمن بأجيالنا المتعاقبة إلى المستقبل الواعد، فإنها تولي جلّ اهتمامها لقضايا تطوير التعليم والتخطيط والابتكار والتنمية المستدامة واستشراف المستقبل، مقدمةً للعالم جهوداً ومبادرات ملموسة ورائدة كمّاً ونوعاً في هذا المجال، بما يسهم بشكل فاعل في رسم ملامح مستقبل أفضل ليس لشعب الإمارات وحسب، بل للبشرية برمتها. إن هذا الدور الجليل الذي تسهم به دولة الإمارات في تحسين حياة البشرية حاضراً ومستقبلاً، وجعْلِ العالم مكاناً أفضل، منحها وعن استحقاق احتراماً وتقديراً قلّ نظيره من قبل العديد من الأمم والشعوب، ومكانةً عالمية مرموقة، إذ لا تلبث أن تتوالى الشهادات الإقليمية والدولية التي تشيد بالتجربة الفريدة التي تقدمها دولة الإمارات كمنارة عالمية للخير والسعادة واستدامة التنمية، ولعلّ أبرز تلك الشهادات إشادة دولة شيخة حسينة واجد رئيسة وزراء جمهورية بنغلاديش الشعبية، خلال استقبالها مؤخراً، معالي الدكتورة أمل عبدالله القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي، خلال اجتماعات الجمعية الـ136 للاتحاد البرلماني الدولي في دكا عاصمة بنغلاديش، برؤية قيادة وحكومة دولة الإمارات في التنويع الاقتصادي والاستثماري، واستشراف المستقبل، وتبني قيم التسامح والسعادة، والحرص على تحقيق الأمن والسلام والاستقرار لدى المنطقة والعالم، مثمنةً جهود دولة الإمارات في تقديم المساعدات الإنسانية والإنمائية لمختلف دول العالم. ولا يختلف اثنان على أن هذا الألق المتزايد للتجربة الإماراتية الرائدة لم يكن ليتحقق لولا الرؤى الحكيمة والجهود الجبارة لقيادتنا الرشيدة، ممثلةً في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، الذين يواصلون الليل بالنهار في سبيل مواصلة الارتقاء بمسيرة الاتحاد. كما أنه لم يكن ليتحقق لولا تفاني أبناء الإمارات وبناتها في خدمة وطنهم بكل حب وإخلاص والتفافهم حول قيادتهم وقراراتها السديدة الطامحة دوماً إلى تزيين السجل الإماراتي المشرف بمزيد من الإنجازات المبهرة، وفي المجالات كافة. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية