في الوقت الذي تواصل فيه دولة الإمارات العربية المتحدة خطواتها الواثقة نحو تحقيق «رؤية الإمارات 2021»، الرامية إلى تتويجها واحدةً من أفضل دول العالم بحلول اليوبيل الذهبي لمسيرة الاتحاد المباركة، تتواصل الشواهد البليغة على أن هذه المسيرة الناجحة، التي باتت نموذجاً عالمياً، لا يمكن لها المضيُّ قدماً في تسطير الإنجازات القياسية على الصُّعُد كافة، لولا القواعد الصلبة التي تقوم عليها، وفي مقدِّمتها متانة «البيت المتوحد»، وما يعكسه من أسمى مظاهر التلاحم الوطني الفريد بين القيادة والشعب من جهة، وأرقى صور الفخر والاعتزاز بالهوية الوطنية الخالصة من جهة أخرى. ولا شكَّ في أنه لولا الحكمة النافذة لقيادتنا الرشيدة، وفي مقدِّمتها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وحرص سموه الدائم على مواصلة نهج الآباء المؤسسين في ترسيخ أركان «البيت المتوحد»، والتشبُّث بالهوية الإماراتية، لما تمكنت دولتنا الحبيبة من بلوغ ما بلغته من مكانة مرموقة تحظى باحترام الشعوب والأمم وتقديرها. ولعلَّ أبرز ما يميز التجربة الإماراتية الوحدوية التنموية الناجحة هو القدرة الاستثنائية على المواءمة ما بين الحفاظ على أصالة الماضي وعراقته، وعدم التفريط بالهوية الوطنية، جنباً إلى جنب الانفتاح الواعي والمدروس على كلِّ جديد وحديث ومبتكَر من شأنه الارتقاء بالإمارات وأجيالها في فضاءات المستقبل المشرق. إن كلَّ يوم جديد هو شاهد إضافي على مدى تصميم قيادتنا الرشيدة على رسم ملامح المستقبل الواعد الذي ينتظر أجيالنا اللاحقة، وبذلها عظيم الجهود في سبيل تحقيق الانتقال الآمن لأبنائنا إلى ذلك المستقبل، ولكن من دون أن تمنعها مشاغلها الكثيرة في تسيير شؤون الدولة عن مواصلة الاهتمام بالحفاظ على الموروث الحضاري والبيئي والثقافي والرياضي لشعب الإمارات، وجعله إحدى أبرز أولوياتها، وذلك عبر رعايتها الكريمة للعديد من الفعَّاليات والمهرجانات والمبادرات التي تصبُّ في صون الموروث الوطني، وتعميق ارتباط الأجيال المتلاحقة بهذه الأرض الطيبة، وبتراث الآباء والأجداد وما يزخر به من أروع الدروس والعبر. وضمن هذا الإطار جاء اطِّلاع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، على الإنجازات التي حصدتها «هجن الرئاسة» في مهرجان «الشيحانية» بدولة قطر الشقيقة، ومهرجان «الوثبة 2017»، وذلك خلال استقبال سموه، مؤخراً، معالي الشيخ سلطان بن حمدان بن محمد آل نهيان، مستشار صاحب السمو رئيس الدولة، رئيس اتحاد سباقات الهجن، رئيس مركز شؤون السباقات وهجن الرئاسة، والفريق العام المشرف على هجن الرئاسة، والمضمِّرين الفائزين بالرموز في ختامَي مهرجاني «الوثبة» و«الشيحانية» اللذين أقيما في شهر مارس الماضي. إن تهنئة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، لفريق «هجن الرئاسة» بمواصلة تحقيق الإنجازات وحصد الجوائز تعكس المكانة الكبيرة التي تحظى بها سباقات الهجن العربية الأصيلة في عمق المكوِّن الإماراتي، حيث أكد سموه أن هذه السباقات التراثية لها قيمتها التاريخية والاجتماعية العالية لدى أهل المنطقة، وتمثل بعداً ثقافياً يتوارثه الأبناء عن الآباء والأجداد للمحافظة عليه من الاندثار، مؤكداً سموه كذلك أن دعم دولة الإمارات وقيادتها الحكيمة لسباقات الهجن يأتي من منطلق ارتباط هذه الرياضة العربية الأصيلة بمنظومة التراث الشعبي القديم، مشيراً إلى أن المغفور له -بإذن الله تعالى- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيَّب الله ثراه، حرص على العناية بهذه الرياضة التقليدية والاهتمام بها، وتشجيع الملاك والمضمِّرين على إحيائها ونشرها، ومنوِّهاً سموه بأن حرص صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، على دعم رياضة سباقات الهجن عزَّز وجود هذه السباقات في أنحاء الدولة كافة. إن التجربة الإماراتية المميَّزة في الحفاظ على التراث والهوية الوطنية تحظى بتقدير القاصي والداني، ليس لأنها خير محفِّز للأجيال الإماراتية على الحفاظ على مكتسبات الوطن، والعمل بإخلاص لمواصلة مسيرة الاتحاد فقط، بل لأنها كذلك تجربة تجاوزت حدود الإمارات، وعمَّت آثارها الإيجابية محيطَي الدولة الإقليمي والعالمي، عبر ما تقدِّمه الإمارات من جهود ملموسة ومبادرات قيِّمة تسهم في الحفاظ على التراث الإنساني بشكل عام، بما يصبُّ في مصلحة البشرية جمعاء. عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية