في كل يوم تظهر قصص جديدة في وسائل الإعلام حول الذكاء الصناعي والبيانات والروبوتات، وكذلك في الوظائف التي باتت تهددها في مجالات البيع بالتجزئة، والنقل، وحتى المهن القانونية. ومع ذلك، فإن أحداً لا يحرك ساكناً. ولنكن واضحين: «إن الأمر لا يتعلق بخيال علمي، وإنما بواقع حقيقي. ففي الأيام القليلة الماضية فقط، كانت ثمة مقالات حول طموحات شركة «أمازون» بخصوص الاعتماد على الأتمتة، وهو ما وصفته صحيفة «نيويورك تايمز» باعتبار أنه «يعرّض وظائف البيع بالتجزئة التقليدية للخطر»، وحول استعداد المهن القانونية لتولي التكنولوجيا بعض المهام التي كان يضطلع بها المحامون في الماضي. ومثلما أفاد موقع «ريكورد» الإلكتروني، فقد وجدت دراسة جديدة أجرتها شركة الأبحاث «بي دبليو سي» أن قرابة 4 من كل 10 وظائف في الولايات المتحدة مرشحة لأن «تعوِّضها روبوتات خلال الخمسة عشرة سنة المقبلة». ومما لا شك فيه أن التقدم التكنولوجي يمكن أن يسهم بشكل كبير في تقليص تكلفة العيش وأعباء الحياة، وخفض أسعار السكن، وحل بعضٍ من أكبر التحديات التي تواجهنا، سواء في مجال الطاقة أو الرعاية على المدى الطويل، كما أنه يمكن أن يساعد أيضاً على تحسين جودة الحياة على المدى الطويل، في وقت يكتسب فيه الرجال والنساء مرونة أكبر في قضاء مزيد من الوقت مع الأهل والأحباب بدلاً من تخصيص 40 ساعة أو أكثر في الأسبوع للعمل، إضافة إلى ساعات أخرى كثيرة في التنقل بين البيت ومكان العمل. ولكن على المدى القصير، من الوارد أن تتسبب الخسائر الممكنة بخصوص الوظائف في أضرار اقتصادية كبيرة جداً، فنحن بعيدون كل البعد من حيث ينبغي أن نكون، وهذا سيظل هو واقع الحال إلى أن يصير صناع السياسات والمعلمون والمبتكرون متعاونين من أجل إصلاح الوضع الذي أمامنا، ولا شك أننا لن نحل هذه المشكلة بين عشية وضحاها، ولا نملك أيضاً ترف الانتظار إلى أن يفوت الأوان. فيفيك وادوا: باحث بجامعة «كارنيجي ميلون» الأميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»