أشار الرئيس دونالد ترامب وبعض المساعدين الذين يزعمون أنهم يعكسون وجهة نظره، إلى طائفة من الأشرار يلقون عليهم باللائمة في سقوط مشروع قانون الجمهوريين لإصلاح الرعاية الصحية مؤخراً. وتندرج في طائفة الأشرار مراكز بحثية محافظة والديمقراطيون وبول ريان رئيس مجلس النواب و«تجمع الحرية» من أعضاء الكونجرس اليمينيين، وزوج ابنته وكبير موظفي البيت الأبيض رينس بريبوس، ومشروع القانون الذي تشوبه عيوب خطيرة. ومن الطبيعي ألا يأتي على ذهن الرئيس أن الجاني الأصلي هو الرئيس نفسه. فقد فشل في إقناع الجمهور، ولم يؤيد مشروع القانون إلا 17% من الناخبين. ثم كذب الرئيس مدعياً أنه لم يقل قط إنه لن يلغي ويستبدل برنامج أوباماكير سريعاً ونأى بنفسه عن مشروع القانون قبل أيام فحسب من تأييده له بحماس. وترامب يجد غربة في الحقيقة والتمدن والمسؤولية الشخصية. وبالنسبة للمحافظين في الكونجرس والزعماء الجمهوريين والسياسيين من الأميركيين الأفارقة والحلفاء أو الخصوم حول العالم والجمهور، فإن كلمته ذات طابع تجاري. والثقة شيء آخر محل تفاوض. لكن الحكم لا يعمل بهذه الطريقة. ويوم الأحد الماضي، ذكر جورج شولتز وزير الخارجية الأسبق على شبكة «سي. بي. إس» التلفزيونية أنه يتعين «على الرئيس بناء مناخ من الثقة». صحيح أن رؤساء آخرين أساؤوا عرض الحقائق بل وكذبوا أحياناً. وكان بعض الجمهوريين يأملون أن يتغير الرجل الذي نشر الاتهام العنصري بأن أوباما لم يولد في الولايات المتحدة بمجرد وصوله إلى البيت الأبيض، لكنه لم يتغير. ويضاف إلى هذا ما ظهر في فشل مشروع إصلاح الرعاية الصحية، وهو افتقاره للاهتمام بالموضوع. فقد كان واضحاً لدى الأعضاء الذين اجتمعوا معه أنه لم يكن يفهم كثيراً محتوى مشروع القانون الذي صاغه بول رايان. وفي الأيام السابقة على سقوط التشريع ظل ترامب يسأل فريقه ما إذا كان البديل الجمهوري تشريعاً جيداً حقاً. وربما كان بوسعه تخصيص القليل من الوقت ليعرف أنه ليس جيداً. والواقع أن بناء التحالفات والمساومات يحتاج إلى الثقة، فكم عدد الديمقراطيين الذين يثقون بترامب؟ ألبرت هانت كاتب أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»