أوروبا بين مواجهة التحدي الروسي.. وأسئلة ما بعد الخروج البريطاني حرييت ديلي نيوز المحلل السياسي التركي مصطفى عايدن كتب في عدد أمس من صحيفة «حرييت ديلي نيوز» التركية حول ما سماها محاولات روسية للهيمنة واستعراض القوة في منطقة البحر الأسود، معتبراً أنه منذ أن ضمت روسيا شبه جزيرة القرم في مارس 2014، تحول البحر الأسود إلى واحدة من مناطق المواجهة بين روسيا والغرب. ورداً على ذلك التدخل، قرر زعماء «الناتو» في قمة «ويلز» المنعقدة في سبتمبر 2014 بزيادة قدرات الحلف الردعية في أوروبا الشرقية والبحر الأسود من أجل طمأنة الحلفاء والشركاء. ويقول الكاتب، إن موقف روسيا الرامي إلى تأكيد القوة بدأ قبل ضم القرم، منذ الحرب الروسية- الجورجية في 2008، مشيراً إلى أن العامل الأهم الذي أقنع الغرب بضرورة التحرك والتصدي لتحركات روسيا في البحر الأسود هو الوضع الدائم تقريباً الذي اكتسبته في شرق المتوسط عبر سوريا، والدور الذي يلعبه أسطولها في البحر الأسود أيضاً، وهو ما كانت له تداعيات في كل المنطقة على عدة صُعُد. فمن الناحية السياسية، يقول عايدن، كان لتحدي روسيا لقوانين وأساس النظام الدولي من خلال ضمها للقرم تأثير سلبي واضح في المنطقة، على اعتبار أنه قد يشجع النزعات الاستبدادية ويبرر استعمال القوة في السياسة الدولية. ومن الناحية العسكرية، أصبحت روسيا القوةَ البحرية الأكبر في البحر الأسود من خلال سيطرتها على القرم واستيلائها على البحرية الأوكرانية. أما من الناحية الجيواستراتيجية، فإن عملية الحشد العسكري الروسي المستمرة -إضافة إلى إغلاقها المنطقة المحيطة بالقرم، ما يمنع بلدان «الناتو» من الوصول إلى معظم المنطقة- تمنح روسيا القدرة على استعراض القوة في اتجاه أوروبا الشرقية والوسطى، وجنوب القوقاز، بل وحتى شرق المتوسط الذي حصلت فيه على قواعد جديدة. ثم ختم عايدن مقاله بالقول إن هدف «الناتو» الحالي هو إيجاد استراتيجية ذات مصداقية، ولا تمثل تهديداً، من أجل ردع روسيا في خاصرتيها الشرقية والجنوبية. وإذ اعترف بأن عسكرة أكبر للبحر الأسود ستخلق بيئة غير مستقرة يمكن أن تدفع روسيا و«الناتو» إلى شفا حرب ممكنة، فإنه يشدد أيضاً على أن «علينا أن نتذكر أن عمليات استعراض القوة في العلاقات الدولية، التي لا يتم الرد عليها بالطريقة المناسبة، تؤدي في النهاية إلى مزيد من استعراض القوة ثم إلى المواجهة في النهاية». تورونتو ستار ضمن افتتاحية عددها ليوم الثلاثاء، أثارت صحيفة «تورونتو ستار» الكندية أسئلة وشكوكاً عديدة بشأن جدوى وفعالية قرار السلطات الأميركية بداية الأسبوع الماضي حظر حمل المسافرين من ثمانية بلدان في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أجهزتهم الإلكترونية على متن الطائرات المتوجهة إلى الولايات المتحدة، باستثناء هواتفهم المحمولة، وذلك لدواع أمنية. قرار حذت حذوه السلطات البريطانية لاحقاً. الصحيفة قالت إن أسباب هذا الحظر ما تزال غامضة، ولكنها أشارت إلى أن صحيفة «نيويورك تايمز»، أفادت بأن معلومات استخباراتية جديدة أظهرت أن تنظيم «داعش» يسعى لتطوير قنبلة تزرع داخل أجهزة إلكترونية. وإذا صح هذا الأمر، تقول الصحيفة، فإن هذا قد يمثل تهديداً حقيقياً. والحال أن بريطانيا هي البلد الوحيد الذي عمد إلى حظر هذه الأجهزة إسوة بالولايات المتحدة في حين آثرت البلدان الأخرى، مثل كندا وبقية أوروبا، التريث ودراسة الأمر. وهذا في حد ذاته يضع علامة استفهام كبيرة حول فعالية القانون الجديد، تقول الصحيفة. إذ يتساءل الخبراء الأمنيون مثلًا: ما الذي يمكن أن يمنع إرهابياً من السفر من مطار من المطارات المعنية بهذا الحظر إلى باريس أو فرانكفورت، مثلًا، ثم تغيير الطائرة للذهاب إلى نيويورك؟ كما يثير سؤال: لماذا لا يستطيع الجيش العرمرم من الأمنيين في المطارات المكلفين بفحص الأمتعة التمييز بين حاسوب ملغوم وآخر عاد؟ أليس هذا هو سبب وجودهم أصلًا؟ ثم إن نتيجة إرغام المسافرين على تسجيل أجهزتهم الإلكترونية مع بقية أغراضهم في المطارات قبل صعود الطائرة، تتابع الصحيفة، يعني أن القنابل الممكنة يمكن دسها في الأمتعة، لتصبح بذلك جاهزة للتفجير عن بعد أثناء الطيران. ونقلت عن فيليب بوم، رئيس تحرير مجلة «أمن الطيران الدولية»، قوله لصحيفة «ذا غارديان» البريطانية: «أعتقد أنها فكرة لم تحظ بما تستحقه من تفكير وإمعان». تشاينا ديلي صحيفة «تشاينا ديلي» الصينية أفردت افتتاحية عددها لأمس الخميس للتعليق على إطلاق بريطانيا رسمياً عملية الخروج من الاتحاد الأوروبي، مع تفعيل رئيسة الوزراء تيريزا ماي للمادة 50 من اتفاقية برشلونة، التي تفتح عملية المفاوضات حول الخروج، مسلطةً الضوء بشكل خاص على مستقبل العلاقات بين الصين وبريطانيا بعد «البريكسيت». وعلى رغم أن ماي وعدت بإنجاح العملية، إلا أن الصحيفة تشدد على أن ثمة العديد من التحديات والقيود التي قد تقوض جهودها الرامية إلى تحقيق ذلك الهدف. فداخلياً، على سبيل المثال، تواجه ماي بلداً مهدداً بالتفكك، حيث تريد اسكتلندا استفتاء جديداً حول الاستقلال لأنها ترغب في البقاء في الاتحاد الأوروبي. وخارجياً، تتابع الصحيفة، هناك إمكانية أن تنهار المفاوضات وترغَم بريطانيا على الخروج من الاتحاد الأوروبي من دون أي اتفاق. ولكن أياً تكن النتيجة، فإنها ستكون في حاجة لتأمين اتفاقيات تجارية جديدة مع الشركاء الأوروبيين والبحث عن أسواق بديلة. وكلاهما صعب على الأرجح، كما تقول. أما فيما يتعلق بمستقبل العلاقات بين الصين وبريطانيا، فقد اعتبرت الصحيفة أن التعاون بين البلدين سيتواصل، مشيرةً في هذا الصدد إلى أن بريطانيا، التي تُعد ثاني أكبر شريك تجاري للصين بين أعضاء الاتحاد الأوروبي، كانت دائماً تسعى وراء الاستثمار الصيني في مجالات مثل الطاقة النووية والقطارات فائقة السرعة، هذا في حين تلجأ الصين إلى بريطانيا من أجل المساعدة في تطوير سوقها المالي وتسهيل عملية تدويل «اليوان». ثم أضافت تقول إن بريطانيا يمكنها أيضاً جني فرص من تمويل البنك لمشاريع بنى تحتية ضخمة في آسيا وأفريقيا وأوروبا، باعتبارها عضواً مؤسساً في «البنك الآسيوي للاستثمار في البنى التحتية» الذي تقوده الصين. إعداد: محمد وقيف