لو كان الرئيس ترامب ورئيس مجلس النواب الأميركي بول ريان قد انتبها إلى تجربة المرشح الرئاسي الجمهوري السابق ميت رومني، لكان في مقدورهما تفادي الفشل الذي مُني به مشروع قانون الرعاية الصحية. وما كان الحزب الجمهوري سيغرق في مهرجان من الاتهامات المضادة، كما هو الحال الآن. إنني أتحدث هنا عن رومني الذي رأى، عندما كان حاكماً في عام 2006، أن عمل الحكومة يتمثل في التوصل إلى حلول لمشاكل السوق التي لا يمكن أن تحل من تلقاء نفسها، وأن تكون هذه الحلول في الوقت نفسه صديقة لمناخ الأعمال. صدق أو لا تصدق، لقد كان الجمهوريون يؤمنون يوماً ما بما هو أكثر من التخفيضات الضريبية وإلغاء الضوابط التنظيمية. وهكذا، فقد عمل رومني مع الديمقراطيين لتمرير خطة الرعاية الصحية في ماساشوسيتس، والتي كانت تتماشى بشكل كامل، كما أوضح، مع فلسفة قيادة حزبه: «النهج الجمهوري هو قول، "ماذا تعرف؟" يجب أن يكون الجميع لديهم تأمين. وينبغي أن يسددوا ما يستطيعون سداده. وإذا احتاجوا إلى مساعدة، سنكون هناك لمساعدتهم، ولكن لا شيء مجاني بعد الآن». نعم، لقد كانت مطالبة الجميع بشراء تأمين صحي في القطاع الخاص، وتقديم ما يكفي من الدعم حتى يتسنى للأميركيين محدودي الدخل الحصول عليه هي في الأساس فكرة محافظة. لقد كانت بديلاً للدعوات الليبرالية التي تطالب بنظام الدافع الواحد الذي تديره الحكومة. والكارثة هي أن مشروع «ترامبكير»، والمعروف أيضاً باسم «ريانكير»، هو تذكير بأن مبادئ المحافظين قد عمتها الفوضى. فقد تخلت عن محاولة إيجاد حلول للمشاكل الاجتماعية، باستثناء تقديم ملاحظات عن السوق الحرة كما لو كانت حلولاً. وهناك أسباب كثيرة لفشل اقتراح الرعاية الصحية الذي قدمه الجمهوريون. وهذه الأسباب تشمل احتقار ترامب الشديد لصناعة السياسة، إلى درجة استخدامه كلمة «فناء» للسخرية من الأسئلة السياسية الجادة والمدروسة التي طرحها مجموعة من الجمهوريين في مجلس النواب. بيد أن انهيار مشروع القانون كان، في النهاية، شهادة على فراغ أيديولوجية المحافظين. وبإمكان الديمقراطيين الاحتفال، ولكنهم لا يمكن أن يكونوا راضين. فسيتعين عليهم فضح ومحاربة أي جهود تبذلها إدارة ترامب لتخريب قانون الرعاية بأسعار معقولة من خلال التشريع. ولكن قبل كل شيء، يحتاج الحزب الجمهوري إلى الاحتكام إلى ضميره. ففي كل ديمقراطية أخرى ثرية، تعتقد الأحزاب المحافظة أنه من القسوة ترك أي من مواطنيها من دون تأمين صحي. فهل يريد الجمهوريون أن يكونوا المحافظين الأكثر قسوة في العالم؟ إي جي ديون جونيور كاتب أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»