في شهر يوليو الماضي، استضاف صحفيون من «بلومبيرج» سلسلة حلقات نقاش مع مراسلين سياسيين محليين، في إطار فاعليات «المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري»، وأرادوا بالطبع استضافة ضيف مؤثر في صباح الافتتاح. ونظراً لعدم إمكانية حضور ترامب، كان ثاني أفضل خيار هو مدير حملته الانتخابية: «باول مانافورت». وتولى «مانافورت» الحملة الانتخابية وأدارها في وقت شديد الحساسية، عندما اقتنص ترامب الترشيح، وغيّر اتجاه المعارك في المؤتمر بين فصائل الحزب «الجمهوري» المختلفة. وترك «مانافورت» الحملة الانتخابية في أغسطس وسط جدل واسع النطاق بشأن دوره كمستشار سياسي للحزب الموالي لروسيا في أوكرانيا. وخلال الأسبوع الجاري، كشفت «أسوشيتد برس» أن «مانافورت» عمل سرّاً لصالح ملياردير روسي بهدف مساندة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل عقد مضى، واقترح استراتيجية سياسية طموحة لتقويض معارضة بوتين. وبينما أكد «مكتب التحقيقات الفيدرالي» الآن أنه يحقق فيما إذا كانت هناك أية مؤامرة بين نشطاء حملة ترامب والتدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية، يبدو الآن أن «مانافورت» لم «يكن مواطناً في أرض ترامب!». وأكد المتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض «سين سبايسر» يوم الاثنين الماضي أن «مانافورت» كان له «دور محدود جداً خلال فترة محدودة جداً» في حملة ترامب. لكن مثل كثير من التأكيدات الأخرى التي قدمها البيت الأبيض منذ تنصيب ترامب في 20 يناير، كان ذلك التصريح كاذباً، فقد تحكم «مانافورت» في استقطاب نشطاء حملة ترامب، إلى جانب حملته الإعلامية وميزانيتها. وفي الحلقة النقاشية التي عُقدت في يوليو الماضي أثناء المؤتمر في كليفلاند، كان من الواضح أن «مانافورت» يتحدث باسم المرشح، ويعلم تفكيره، وقد كان مسؤولاً عن الاستراتيجية بأسرها في المؤتمر. وأوضح أنه هو من أوصل ترامب بنائبه الحالي «مايك بنس»، الذي كان آنذاك حاكم ولاية «إنديانا». وقال: «إنه أحضر ترامب للقاء (بنس)»، وهو ما أعطى انطباعاً بأن حاكم إنديانا مرشح ليكون نائب المرشح الرئاسي. يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»