يعتزم الاتحاد الأوروبي أن يجعل رئيسة الوزراء البريطانية «تريزا ماي» تنتظر قليلاً قبل بدء مفاوضات خروج المملكة المتحدة من التكتل. وسيضيع شهر من فترة عامين تتفاوض فيهما المملكة المتحدة مع التكتل قبل أن يجلس زعماء الاتحاد الأوروبي معاً لحسم موقفهم في قمة تعقد في 29 أبريل. وصرح «دونالد توسك» رئيس التكتل للصحفيين في بروكسل يوم الثلاثاء الماضي أثناء إعلانه موعد القمة: «يتعين علينا فعل كل ما في وسعنا لنجعل عملية الانفصال عن الاتحاد الأوروبي أقل ألما». وأعلن «خورخي توليدو» نائب رئيس الشؤون الأوروبية لإسبانيا في مقابلة في مدريد يوم الثلاثاء الماضي أنه «قبل البدء في التفاوض في إطار عمل لمستقبل العلاقة بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة يتعين علينا الاتفاق على الأقل على مبادئ أساسية على النتائج المالية لاتفاق الخروج». وصرحت «ماي» يوم الاثنين الماضي أن بريطانيا ستتقدم بملف الانفصال رسمياً في 29 مارس مما يبدأ عداً تنازلياً لمدة عامين لخروج بريطانيا من التكتل. ورغم أن الاتحاد الأوروبي لم يجر محادثات رسمية مع الحكومة البريطانية منذ الاستفتاء الذي أجري في يونيو الماضي، ناقشت الدول السبع والعشرون المتبقية في التكتل فيما بينها مسألة التوصل إلى موقف مشترك. ولن تبدأ المناقشات الفعلية مع المملكة المتحدة حتى يتفق وزراء الدول السبع والعشرين رسمياً على توجيهات أكثر تفصيلاً للمفاوضات تضعها المفوضية الأوروبية التي مقرها بروكسل. وهذا قد يستغرق أسابيع، مما يعني أن المفاوضات قد لا تبدأ قبل مايو أو يونيو. ويؤكد مسؤولون من التكتل على أنهم لا يريدون مناقشة مسألة التجارة حتى يتم تسوية هذا الأمر مما قد يستغرق حتى بداية 2018 على أفضل التقديرات. ومن القضايا الأخرى التي ستخضع للمناقشة، قضايا الحدود وحقوق مواطني الاتحاد الأوروبي المقيمين في المملكة المتحدة وأيضاً قضية البريطانيين المقيمين في دول التكتل. وفيما يدل على أن المملكة المتحدة تستعد لمعارضة التكتل فيما يتعلق بكشف حساب الخروج، صرح جونز أنه رحب بتقرير صادر في الآونة الأخيرة «نافع للغاية» من مشرعين ذكروا أن بريطانيا يمكنها مغادرة التكتل دون دفع أي التزامات. الاتحاد الأوروبي يُقدر كشف حساب الخروج بنحو 50 مليار جنيه استرليني، أي ما يعادل 62 مليار دولار، لكن بعض أعضاء الحكومة البريطانية يريدون ألا تدفع بلادهم أكثر من ثلاثة مليارات جنيه استرليني. إيان ويشارت وتيم روس* *محللان سياسيان أميركيان ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»