التقرير الذي أصدرته لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لشرق آسيا «الأسكوا»، وأثار ضجة في الكثير من دول العالم، والذي ثبت من خلاله بالدلائل العلمية والحقائق التاريخية أن إسرائيل دولة «عنصرية»، أقامت نظام فصل عنصرياً في أرض فلسطين، وأن المجتمع الدولي سبق أن طالب بإنهاء هذه الممارسات العنصرية. وإحالة مرتكبيها إلى محكمة الجنايات الدولية.. هو كلام ليس بالجديد، لأن إسرائيل أساساً «كيان عنصري استعماري»، ولديها ملف ضخم من الجرائم منذ أن احتلت أرض فلسطين، حيث ظلت وما تزال تمارس هذا النهج الدموي وهذه السياسة الإرهابية منذ أكثر من 60 سنة. فقد ارتكبت أكثر من 250 مجزرة بحق الشعب الفلسطيني، حتى بات أكثر شعوب الأرض معاناة من الاحتلال وهيمنة الأجنبي الذي لا يعرف إلا لغة القتل والتدمير والتهجير. لكن الجديد في هذا التقرير أنه صدر لأول مرّة عن منظمة دولية «الأمم المتحدة»، وأنه أشار بوضوح إلى واحد من أبشع أنواع العنصرية الموجودة على الكرة الأرضية. والمشكلة الأكبر في هذا الخصوص أن تلك الممارسات متجذرة في قناعة إسرائيل ومنظماتها الصهيونية في أنحاء العالم. وغالبية المحللين والمفكرين والمثقفين، ومنهم بعض الإسرائيليين، توصلوا إلى مثل هذه النتيجة التي توصلت إليه غالبية الدراسات حول هذا الموضوع. ويكفي هنا أن نشير إلى ما قاله الكاتب الإسرائيلي «جدعون ليفي» في إحدى مقالاته من أن «إسرائيل كيان استعماري وتوسعي، والعقلية الصهيونية لا تعرف في قاموسها السياسي إلا لغة الهولوكوست النازية، لغة الحرب والقتل والتدمير، وهي من خلال هذه اللغة تتحرّك لإزالة ما تبقى من أرض فلسطين وشعبها». وكذلك ما قاله الكاتب الإسرائيلي «شلومو غازيت» («هآرتس»/ 19 - 07 -2011»، تحت عنوان «أنا إرهابي فخور»، وذلك عندما اعتبر أن ما قام به من عمل إرهابي في أيام الانتداب البريطاني على فلسطين يمثل مصدر فخر له وإن «اللقب» حسب قوله الذي ألصقه به حكم الانتداب البريطاني «إرهابي»، هو وسام شرف على صدره! ويمكن الإشارة هنا إلى مقال آخر نشره «جدعون ليفي»، وكان عنوانه («الغيرة من اليهود»/ «هآرتس»/ 16 - 03 - 2017)، والذي حاول من خلاله تعرية صورة هذا الكيان في إطار الحقيقة العنصرية التي يمارسها ضد الشعب الفلسطيني، حيث يقول: اليهود هم الأقلية الوحيدة في العالم التي تحصل على أكبر الامتيازات منفردة، وليس هناك يهودي في العالم يعاني مثل ما يعاني الفلسطيني»، ويتابع: «ليس هناك دولة في العالم يتجرأ فيها وزير على القول بأن مكان اليهود في دولة أخرى، أي كما تحدث وزير الدفاع الإسرائيلي أفيخدور ليبرمان، والذي هو مهاجر، حين تحدث هكذا بالضبط عن المواطن الفلسطيني «صاحب الأرض»، ثم يكمل ليفي: «على طول شوارع الضفة الغربية وإسرائيل توجد كتابات عنصرية عنيفة ولا أحد يحتج أو يقوم بشطبها حتى مقابر القرى والمدن الفلسطينية لم تسلم من عنصرية إسرائيل التي دمرتها الآلة العسكرية الإسرائيلية، وجعلت الإسرائيليين يتناولون فيها الطعام والشواء ويملؤونها بالشعارات والكتابات الشيطانية». وكما قاله الأديب الإسرائيلي «يهوشع»، فإن الاحتلال الإسرائيلي يتعمق، ويتجه ليكون حالة مرضية خبيثة.