دعوة قيادات دينية لإحلال السلام في ليبيا.. والصين لترويض كوريا الشمالية «واشنطن تايمز» تحت عنوان «ترويض كوريا الشمالية»، نشرت «واشنطن تايمز» أول من أمس افتتاحية، استنتجت خلالها أن الصين فقط هي التي تستطيع- ومن دون حرب- كبح جماح التهديد النووي الكوري الشمالي. فمع اقتراب بيونج يانج من تدشين صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية تستطيع الوصول إلى الولايات المتحدة، ينبغي أن يتم الرد على الزعيم الكوري الشمالي «كيم أون» بطريقة صحيحة، خاصة وأنه يتعهد بإبادة إعدائه. التصريحات الحادة الصادرة من الولايات المتحدة وحلفائها ليست سوى حل مؤقت، لكن الحل الحقيقي تراه الصحيفة في الصين، وهو حل من دون حرب. وزير الخارجية الأميركي «ريكس تيلرسون»، صرح خلال زيارته كوريا الجنوبية بأن «سياسة الصبر الاستراتيجي قد انتهت» ولدى الولايات المتحدة خيارات على الطاولة، بما فيها ضربة عسكرية استباقية. الصحيفة ترى أن ترامب بدلاً من إطلاق المدافع بدأ يغرد على «تويتر»، فهو قال إن الصين لم تفعل سوى القليل، وأن بكين كانت قد وافقت على تطبيق عقوبات اقتصادية على كوريا الشمالية، وأنها ستتعاون مع واشنطن لتخفيف حدة التوتر القائم حول برنامج «كيم» النووي«. بيونج يانج صعدّت التوتر بتجريبها يوم الأحد الماضي محركاً جديداً لصاروخ بالستي، وبات واضحاً أن تصريحات الصين الرامية إلى دعوة أميركا وحلفائها خاصة اليابان إلى التحلي بالهدوء غير كافية، ولا دعوة وزير الخارجية الصيني الرامية إلى استئناف المحادثات السداسية المعنية بحل أزمة البرنامج النووي الكوري الشمالي، والتي توقفت عام 2009. ويبدو أن عائلة «كيم»، وللجيل الثالث على التوالي، قد دأبت على التلاعب بمحادثات السلام، من دون أن تتخلى عن هدفها الرامي إلى حيازة أسلحة نووية. وحسب الصحيفة، فإن الصين كبلد آسيوي عملاق، ولكونها الحليف الوحيد لبيونج يانج، فإن بيدها مفاتيح تسوية هذه الأزمة النووية. لكن محاولة احتواء سلوك كوريا الشمالية، قد تنظر إليه الصين على أنه يصلح خدعة تستطيع من خلالها إحداث ضجة وصخب، في وقت تحاول فيه بكين جعل بحر جنوب الصين بحيرة خاصة بها. وترى الصحيفة أن ترامب يريد أن تكون له اليد العليا عند إبرام صفقة مع الصين، فعندما يلتقي الرئيس الأميركي نظيره الصيني، سنجد أن لدى كل واحد منهما قائمة أمنيات. ترامب يريد من الصين وقف التلاعب بسعر صرف عملتها وإصلاح الخلل في الميزان التجاري بين الولايات المتحدة والصين، وهما موضوعان برزا خلال حملة ترامب الرئاسية العام الماضي. أما الرئيس الصيني فيريد من الولايات المتحدة تخفيف درجة ارتباطها بتايوان، والاستمرار في فتح الأسواق الأميركية أمام المنتجات الصينية، حيث يزيد حجم التجارة بين الطرفين عن 410 مليارات دولار حسب بيانات عام 2015. وتقول الصحيفة إذا كان أوباما قد تفاوض مع إيران حول برنامجها النووي وتمكن من تأجيل وليس منع تدشين ما يسمى «قنبلة نووية إسلامية»، فإنه يتعين على ترامب لعب ورقة القوة العظمى وإقناع الصين بأن مستقبلها سيكون أكثر ازدهاراً من دون الهوس الكوري الشمالي العابر للأجيال بالأسلحة النووية. «نيويورك تايمز» في افتتاحيتها يوم أمس، وتحت عنوان «الأمم المتحدة تقبل اللوم لكنها تتهرب من دفع فاتورة هايتي»، رأت «نيويورك تايمز» أن الأمم المتحدة تقدم اليوم درساً في تفادي المسؤولية الأخلاقية، فالمنظمة الدولية لديها قلق تجاه انتشار وباء الكوليرا في هايتي، وأبدت رغبتها في التخلص منه، لكنها لم تحسب على وجه التحديد متى وكيف يتحقق هذا الهدف، وكم يحتاج من أموال. الصحيفة تقول إن الأمم المتحدة ينبغي عليها القضاء على الكوليرا في هايتي لأنها تسببت في ظهوره، فهذا الوباء لم يكن معروفاً في هذا البلد إلا من خلال جنود حفظ السلام القادمين من نيبال، وهؤلاء الجنود قاموا بصرف المخلفات في نهر يستخدمه سكان هاييتي في الشرب، هذا ما حدث عام 2010 بعدما تعرضت هايتي لزلزال، ومذاك قضت الكوليرا على 9000 هايتي وطال المرض 800 ألف آخرين، علماً بأن البلاد ضربها إعصار «ماثيو» العام الماضي. الصحيفة انتقدت المنظمة الدولية لكونها منذ سبع سنوات تحاول فقط تفادي اللوم، وفي ديسمبر الماضي قدمت اعتذاراً، ووعدت بتصحيح الأمور، أمين عام الأمم المتحدة آنذاك «بان كي مون» وعد ببذل جهود في إطار ما سماه «مقاربة جديدة» للقضاء على الكوليرا في هايتي. المهمة الآن انتقلت إلى «أنطونيو جوتيرتس» الأمين العام الجديد للمنظمة الدولية. المقاربة الجديدة والتصورات المتعلقة بها تصل تكلفتها التقديرية 400 مليون دولار أميركي، وحتى الآن لم يتم جمع سوى مليوني دولار فقط، قدمتها كل من كوريا الجنوبية وفرنسا وتشيلي والهند وليشينشتين. اللافت أن مساهمة الولايات المتحدة لا تزال صفراً، وهو رقم ينسجم مع توجهات ترامب الذي يريد تخفيض مساهمة واشنطن في المساعدات الخارجية. وتحاول الأمم المتحدة حشد المساعدات المالية لصالح غوث هايتي من خلال تبرعات من بطاقات الائتمان تتراوح ما بين 25 إلى 5000 دولار أميركي. «كريستيان ساينس مونيتور» «في الصراعات يتعين على رجال الدين أن يكونوا بعيداً»، هكذا عنونت «كريستيان ساينس مونيتور» افتتاحيتها يوم الأحد الماضي، لتصل إلى استنتاج مفاده بأن ليبيا سقطت في أتون الفوضى والعنف، وفشلت الدبلوماسية في إنقاذها، لكنّ ثمة اقتراحاً بأن يلعب رجال الدين الإسلامي دور الوسيط الموثوق فيه، ويجمعوا الأطراف المتحاربة ويوجهوها نحو التحديث والمساواة. الصحيفة تتساءل عن إمكانية أن يلعب رجال الدين دوراً في ليبيا ويصبحوا الأمل الوحيد المتبقي لإحلال السلام في هذا البلد الذي بدأ يحلم بالديمقراطية عقب إطاحة القذافي عام 2011؟ ليبيا ليست بلداً خاملاً، ومفاقمة الصراع بداخله أمر من الصعب تجاهله، وضمن هذا الإطار، شهدت الأشهر الأخيرة انخراطاً أميركياً وروسياً في الصراع الليبي، وفي غضون ذلك يسعى الاتحاد الأوروبي لمنع تدفق المهاجرين إلى دوله من ليبيا عبر البحر الأبيض المتوسط، علماً بأن المهاجرين الذين وصلوا إلى شواطئ إيطاليا سواء القادمين من أفريقيا أو من مناطق أخري، قد ازداد بنسبة 50 في المئة مقارنة بأعداد العام الماضي، وقد تتأثر الحرب الأهلية الليبية وتنتقل إلى دول مجاورة لليبيا مثل تونس. ولدى ليبيا الآن حكومتان متنافستان وعشرات الميليشيات المحلية المسلحة، بما فيها تنظيم «داعش»، وفي العاصمة طرابلس باتت الميليشيات تهدد الحياة اليومية للسكان، ما جعل المئات يتظاهرون ضد الميليشيات، وهذا ما حدث يوم الجمعة الماضي، لكن للأسف فرقت طلقات الميليشيات جموع المتظاهرين. جهود الوساطة الأممية لإحلال السلام في ليبيا قد فشلت. وآخر المحاولات كانت في القاهرة الأسبوع الماضي، حيث التقت وفود من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي، لكن لم يتمخض الاجتماع عن إنجاز كبير. وتعوّل الصحيفة على رجال الدين لكونهم قادرين على جسر التباينات بين الأطراف المتصارعة. وضمن هذا الإطار، اقترح «المعهد الأميركي للسلام» طريقاً من خلالها يدعم المجتمع الدولي شخصيات دينية ليبية تستطيع الترويج للديمقراطية وتفعيل المصالحة بين الأطراف الليبية المتصارعة، واستند المعهد في اقتراحه على استطلاع رأي أجراه على الليبيين في عامي 2014 و2016 حول دور محتمل للمؤسسات الدينية في إحلال السلام، وكانت النتيجة أن ثلاثة من كل أربعة ليبيين يرون أن القيادات الدينية والأكاديمية في البلاد بمقدورها تحقيق الانتقال نحو الديمقراطية.. إعداد: طه حسيب