شهد العام الماضي موجة من الهجمات في أرجاء أوروبا نفّذها إرهابيون ممن يطلق عليهم وصف «الذئاب المنفردة». ومن المرجح بشكل كبير، ألا يختلف عام 2017 كثيراً. فبينما يخسر تنظيم «داعش» الإرهابي الأراضي في سوريا والعراق، سيمثل إلهام هجمات «المهاجمين المنفردين» أولى أولوياته. ورغم المشكلات اللوجستية التي يواجهها صنّاع القرار والشرطة عند التعامل مع «المهاجمين المنفردين»، إلا أنه يمكن بذل مزيد من الجهود، وينبغي أن تبذل للحيلولة دون وقوع أعمالهم الإرهابية، والتخفيف من أثرها. ومصطلح «إرهاب المهاجمين المنفردين» موضع اختلاف، فهو يستخدم بصورة عامة لوصف أفعال أحد المجرمين أو مجموعة صغيرة تُنفذ هجوماً باسم قضية سياسية أو دينية، من دون الحصول على دعم مالي أو مادي من أي تنظيم. وكثيراً ما ركزت التنظيمات المتطرفة استراتيجيتها على «الذئاب المنفردة» لأنه من الصعب جداً التعرف عليهم أو منعهم. لكن على الرغم من التحديات الكثيرة التي يمثلونها، لكن ليس من المستحيل اكتشافهم. وتشير الأبحاث التي أجراها «مشروع التصدي لإرهاب الذئاب المنفردة» إلى أن 45 في المئة من الجناة المتطرفين يكشفون عن «تسريبات» قبل تنفيذ هجماتهم. ويشمل ذلك، إخبار أصدقاء أو أحد أفراد العائلة، أو حتى نشر نواياهم على شبكة الإنترنت. لذا، فإن تعاون الحكومات مع المجتمعات والأسر والشبكات على الإنترنت محوري في الرد السريع على أية تهديدات محتملة من أي مهاجم منفرد. وعلاوة على ذلك، تنطوي اللغة التي نستخدمها في وصف هؤلاء المتطرفين على أهمية كبيرة. ويبدو الأمر هامشياً، لكن الاهتمام الإعلامي الذي يتابع حتماً هذه الهجمات من المرجح أن يترك أثراً كبيراً في أذهان الجناة، وهؤلاء الذين قد يفكرون في المصير ذاته. وبالتالي، فإن استخدام مصطلحات مثل «ذئب منفرد» و«جندي» أو «شهيد» يعزز نرجسية وصورة الأهمية التي يتوهمها هؤلاء الأفراد لأنفسهم. وبدلاً من استخدام «لغة تعظيم»، على وسائل الإعلام وصناع السياسات استخدام لغة تجردهم من أي شعور بالإثارة أو العظمة. وعلى وسائل الإعلام أيضاً أن تجد وسيلة للحد من تأثير الدعاية الذي تتركه هجمات يُنفذها «مهاجمون منفردون». كريستوفر ستيوارت: محلل سياسي أميركي يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «تريبيون نيوز سيرفيس»