حقيقة لا يمكن إنكارها، تذكر في كل مكان وزمان وعلى مدار سنوات عدة مضت وسنوات أُخر قادمة، أن الله حبا دولة الإمارات العربية المتحدة قيادة فريدة استثنائية مخلصة لوطنها محبه لشعبها، تعمل بكل اجتهاد لتوفير أفضل سبل العيش الكريم والرخاء والرفاهية لشعبها، وقد باتت الإمارات نتيجة لجهود قيادتها الرشيدة وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، نموذجاً يحتذى به إقليمياً وعالمياً في مجال الاهتمام برفاهية المواطن، وتمكَّنت في فترة قياسية من التفوق على كثير من الدول المتقدمة؛ وقامت بخطوات فريدة من نوعها على مستوى العالم؛ من أجل ضمان سعادة مستدامة، وتعزيز قيم الإيجابية؛ من أبرزها تخصيص وزارة للسعادة. وفي سياق المكانة التي تبوأتها الدولة في هذا المجال، نظم "البرنامج الوطني للسعادة والإيجابية" فعالية «رحلة السعادة» ليوم واحد على ضفاف قناة دبي المائية، بمناسبة الاحتفالات باليوم العالمي للسعادة على المستوى الدولي الذي يصادف 20 مارس من كل عام، وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، خلال حضور سموه للفاعلية أن السعادة قيمة إنسانية تعمل قيادة دولة الإمارات على تعميمها وترسيخها نمطاً وأسلوب حياة لكل أفراد المجتمع، وأعرب سموه عن سعادته بالتجمع المتنوع الذي شارك بالفعالية - التي تنظم لأول مرة في دولة الإمارات - على مستوى المنطقة. وحظيت فعاليات "رحلة السعادة" بمشاركة مجتمعية واسعة من مختلف الأعمار والجنسيات والثقافات معبرين عن سعادتهم من خلال أنشطة وفعاليات ترفيهية وتوعوية وتثقيفية هادفة لترسيخ أسلوب حياة سعيد وإيجابي ومستدام، وتحمل رحلة السعادة خمس قيم أساسية، تم تصميمها بحيث تكون مسلية ومفيدة في الوقت ذاته فهي تركز إضافة إلى العطاء، على قيم الإيجابية، والامتنان، والعلاقات، والغاية الأسمى للحياة، كما تسهم الرحلة في دورتها الأولى في تأسيس شراكات عالمية في مجال السعادة تجعل من الإمارات مركزاً لتصدير علوم السعادة والإيجابية للعالم، عبر تهيئة منصة عالمية تجمع الخبراء والمختصين. وبهذه المناسبة، أكدت معالي عهود بنت خلفان الرومي وزيرة الدولة للسعادة "إن تحقيق السعادة ونشر القيم الإيجابية في مجتمع الإمارات هدف ومنهج عمل تتشارك جميع الجهات الحكومية والخاصة في جعله أسلوب حياة وثقافة مجتمعية". مؤكدة معاليها أن "رحلة السعادة" هي بداية لسلسلة من المبادرات المجتمعية للبرنامج الوطني للسعادة والإيجابية في دعم سعي دولة الإمارات بجعل السعادة والإيجابية أسلوب حياة في مجتمعنا. وتهدف «رحلة السعادة» إلى تعزيز قيم الخير والعطاء وتحقيق السعادة والإيجابية في المجتمع دعماً لتوجهات دولة الإمارات في عام الخير، ضمن رسالة موحدة متعددة الثقافات، وفي هذا السياق، كشفت معالي عهود الرومي عن أن البرنامج الوطني للسعادة والإيجابية سيبدأ مطلع أبريل المقبل مبادرته الثانية في عام الخير، «100 يوم من العطاء» بالتعاون مع جهات أخرى، بهدف غرس القيم الإيجابية والأخلاق والعطاء والسعادة في نفوس الطلبة جيل المستقبل في عدد من المدارس على مستوى الدولة. لا تقوم رسالة الإمارات في نشر الإيجابية والسعادة على إطار نظري ومصطلحات لا تمت إلى الواقع بصلة، وإنما هي رسالة تطبق وفق منهج مخطط له بعناية شديدة، يتجسد يوماً تلو الآخر بشكل مادي ومعنوي في صورة مبادرات واستراتيجيات وخطط تغرس السعادة في نفوس كل من يقيم على أرض الخير، من خلال توفير أفضل سبل المعيشة، وبيئة العمل القائمة على الابتكار والإبداع، والعمل على إزالة العقبات التي تعترض طريق الفرد في الوصول لرفاهيته وسعادته، وتسخير المقومات كافة لخدمة تنمية الإنسان، ويكلل ذلك كله بإطار قانوني عادل يكفل حق الجميع، ونتيجة لتلك العوامل مجتمعة؛ ينعم كل مواطن ومقيم على أرض الإمارات بحياة تتسم بالمساواة وتكافؤ الفرص، تشجع على العمل وتطوير الذات، وتخلق أجيالاً لديها ولاء وانتماء لوطنها، محققة بذلك هدف الدولة الأسمى في جعل شعب الإمارات الأسعد عالمياً مثلما بات الأسعد عربياً. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية