بناء الإنسان وتأهيله هما الأولوية الرئيسية للقيادة الرشيدة في دولة الإمارات العربية المتحدة منذ إنشائها في عام 1971، لأنهما ركيزة التنمية وصانعا التقدّم، وكلما كان مؤهلاً كان قادراً على المشاركة بفاعلية في مسيرة البناء والتطور التي تشهدها الدولة في مختلف المجالات، وهذا ما عبر عنه بوضوح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، مؤخراً لدى وضع حجر الأساس للمشروع الواعد «ميدان ون مول» الذي من المتوقع إنجازه وبلوغه التمام بالتزامن مع انطلاق «إكسبو دبي 2020» حيث قال سموه: «صحيح أننا في دولة الإمارات نطور العقارات، ونشيد الأبراج والبنى التحتية والعمارات، لكننا نولي الاهتمام الأول والأكبر لبناء المهارات، وتأهيل الإنسان وإعلاء شأنه، كي يكون قادراً على تنفيذ المشاريع التنموية بدراية وحرفية عالية وابتكار خلاق، لأننا نريد بناء وطن مشيد بالعز والتقدم والاستقرار وسعادة الناس». إن بناء الإنسان وتأهيله وجعله في قلب فلسفة التنمية الشاملة منذ إنشاء دولة الإمارات العربية المتحدة، كانت أحد الأسباب الرئيسية لنجاح تجربة الإمارات التنموية، فإذا كانت الدولة تمتلك العديد من عناصر القوة الشاملة: السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية والاجتماعية، فإن البشر هم أهم هذه العناصر، وأكثرها تأثيراً في الحاضر والمستقبل، ولذلك تضع القيادة الرشيدة نصب عينيها تنمية المورد البشري التي تقوم عليها كل جوانب التنمية، وهذا ما أدركه المغفور له -بإذن الله تعالى- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حيث كان يؤكد دوماً «أن الإنسان هو العنصر الأساسي لكل تقدم وأن أثمن ثروة لهذا البلد هي الإنسان الذي يجب أن نعتني به كل العناية ونوفر له كل الرعاية، فلا فائدة للمال من دون الرجال». لقد آمن الشيخ زايد، رحمه الله، بقدرة المواطن الإماراتي على صنع التقدم، فأعطاه كل اهتمامه ووضعه في بؤرة تفكيره، فعمل على تسخير كل الإمكانات من أجله وجعله محور التنمية وهدفها في الوقت نفسه، ولهذا فقد كان من الطبيعي أن ترتقي دولة الإمارات العربية المتحدة في عهده إلى مصاف الدول المتقدمة، مادياً وبشرياً، وأن تشهد معدلات تنمية كبيرة على المستويات كافة. وعلى هذا النهج، يواصل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة -حفظه الله- المسيرة، ويضيف إليها من فكره وبصيرته النافذة، حيث يؤمن بأن «الوطن دون مواطن لا قيمة له ولا نفع منه، مهما ضمت أرضه من ثروات وموارد»، ولهذا فإن الهدف الرئيسي لمرحلة التمكين التي أطلقها سموه هو «تهيئة البيئة المبدعة اللازمة لتمكين الفرد المواطن من عناصر القوة اللازمة ليصبح أكثر إسهاماً ومشاركة في مختلف مجريات الحياة الاجتماعية والسياسية والإنتاجية والمعرفية»، ومن أجل هذا توجه الدولة كل الاهتمام والموارد والخطط والاستراتيجيات نحو تحقيق هذا الهدف من خلال الاهتمام الاستثنائي بالتعليم في مراحله كافة، وتطوير الخدمات الصحية وخدمات الإسكان والرعاية الاجتماعية، من أجل توفير كل ما من شأنه تحسين نوعية حياة المواطنين، وتهيئة المناخ اللازم لمشاركتهم بفاعلية في مسيرة التنمية. تدرك القيادة الرشيدة أن الاهتمام ببناء الإنسان وتأهيله هو الاستثمار الأمثل للمستقبل، ولهذا تعمل جاهدة على توفير الظروف كلها التي تتيح أفضل استثمار لهذه الثروة وتحقيق أكبر استفادة منها، من أجل بناء قاعدة من الكوادر المواطنة، تمتلك المؤهلات والقدرات التي تتيح لها المشاركة بفاعلية في مسيرة التنمية ونهضة المجتمع وتطوره، بل إن دولة الإمارات العربية المتحدة، كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، في ختام فعاليات «مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل» مؤخراً، تريد من أبنائها أن يتعلموا أفضل التقنيات في العالم، وأن يتسلحوا بالعلم والمعرفة، من أجل منافسة دول العالم المتقدمة التي حققت نجاحات في التنمية البشرية والتعليم والاقتصاد. ـ ـ ـ ـ ـ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.