احتواء التوترات التركية الأوروبية.. وتحديات اللحظة الكورية الجنوبية حرييت دايلي نيوز ضمن عموده الأسبوعي بصحيفة «حرييت دايلي نيوز» التركية، كتب المحلل السياسي التركي مصطفى عايدن حول اللقاء الأول المرتقب بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والذي من المزمع عقده اليوم. اجتماع سيشكل مناسبة للمراقبين للمقارنة بين شخصيتي الزعيمين واختياراتهما السياسية ووزنهما في السياسة العالمية، كما سيُعقد أيضاً على خلفية جملة من التحديات الدولية والداخلية، وسيمثّل اختباراً للتحالف التاريخي بين ضفتي الأطلسي. ويقول عايدن إنه بالنظر للطابع المعقد للعلاقة بين البلدين، فإن لقاء ميركل الأول مع ترامب سيكون مهماً على عدة مستويات. فلما كانت ميركل الزعيمة الغربية الأقدم -في السلطة منذ 2005- فقد تعاطت من قبل مع عدد من التحديات والتقت مع زعماء دوليين كثيرين. وبالتالي، فإن الاستماع لوجهات نظرها سيكون مهماً ومفيداً وقد يكون عاملًا مؤثراً في تشكيل ملامح سياسة إدارة ترامب الخارجية. ولاشك أن ترامب سيرغب في التشاور معها حول جملة من القضايا، يقول الكاتب. غير أن الخلافات في وجهات النظر بين الزعيمين، التي كشفتها انتقادات قوية متبادلة تحدثت عنها المنابر الإعلامية، هي التي تجعل هذه الزيارة أكثر إثارة للاهتمام، في رأي عايدن. فهما في حاجة ماسة لمناقشة حزمة من القضايا والسعي لإيجاد أرضية مشتركة بخصوصها -من مستقبل العلاقات العابرة للأطلسي إلى الأمن الدولي، والنزاع الأوكراني، وتغير المناخ، ومشكلة اللاجئين، ومستقبل الاتحاد الأوروبي بعد خروج بريطانيا منه. وحسب الكاتب، فإن نقطة التجاذب في اجتماع ترامب- ميركل ستكون على الأرجح مواقفهما المختلفة من روسيا. ذلك أن ميركل ممن يرون أنه لا ينبغي التخلي عن العقوبات المفروضة على روسيا إلى أن تلتزم هذه الأخيرة بشكل كامل بمخرجات عملية مينسك، مشددةً على ضرورة أن يعمل حلف «الناتو» على طمأنة حلفائه في الجبهة الشرقية عبر مواجهة السلوك الروسي الشرس عبر الحدود. غير أن ترامب أخذ يتحدث خلال الآونة الأخيرة عن تغيير السياسة الأميركية تجاه روسيا، وهو ما قد يخلق حالة من عدم اليقين عبر أوروبا بخصوص مستقبل «الناتو» والمظلة الأمنية الأميركية، ويًضعف، بالتالي، الوحدة الغربية. ذا هيندو صحيفة «ذا هيندو» الهندية أفردت افتتاحية عددها لأمس الخميس للتعليق على التوتر الذي أصاب العلاقات بين تركيا وعدد من بلدان الاتحاد الأوروبي، وخاصة هولندا، وذلك على خلفية رفض عدد من هذه البلدان السماح لمسؤولين أتراك بعقد تجمعات للترويج للإصلاحات الدستورية التي من المزمع أن تطرح لاستفتاء الشهر المقبل. رفض أثار رد فعل تركيّاً غاضباً وصل إلى حد وصف هولندا بـ«الفاشية»، ومطالبة سفيرها في أنقرة بالرحيل. الصحيفة تقول إن الاستفتاء المقبل مهم جداً بالنسبة لمخططات الرئيس رجب طيب أردوغان الطموحة من أجل تغيير النظام السياسي التركي من برلماني إلى رئاسي. وفي حال حصول مشروع الدستور الجديد على دعم أغلبية الناخبين الأتراك، فإن ذلك سيُكسب أردوغان ولايتين من خمس سنوات. وبالتالي، تقول الصحيفة، فإنه ليس مفاجئاً أن يحوِّل أردوغان الأزمة الدبلوماسية إلى معركة سياسية لاستمالة قطاعات قومية من الناخبين. غير أنها حذرت من أن الأزمة قد تكون لها أيضاً نتائج غير مرغوب فيها، حيث يخشى الزعماء الأوروبيون أن تساعد جهودُ أردوغان في البلدان الأوروبية أحزابَ اليمين المتطرف المناوئة للمسلمين في القارة. وقالت إن الرئيس التركي قد يجني مكاسب سياسية من هذا التوتر على المدى القصير، ولكنه على المدى الطويل يعرِّض للخطر كلاً من علاقات تركيا مع أوروبا وفرص مئات الآلاف من الأتراك الذين يعيشون في القارة. ولكنها، من جهة أخرى، ترى أيضاً أن البلدان الأوروبية كان يمكنها أيضاً أن تتحاشى ردود فعل متطرفة مثل رفض منح الإذن لهبوط طائرة تقل وزير الخارجية التركي، معتبرةً أن مثل هذا التصعيد «غير حكيم سياسياً»، بالنظر إلى السياق الذي يخوض فيه أردوغان حملته، وأنه بدلًا من ذلك كان بإمكان هولندا وبلدان أخرى أن تختار التعامل المباشر مع أنقرة لتجنب الأزمة، مشددةً على أن تركيا وأوروبا تحتاجان لبعضهما بعضاً في النهاية. جابان تايمز صحيفة «جابان تايمز» اليابانية علّقت ضمن افتتاحية عددها ليوم الأربعاء على حكم المحكمة الدستورية في كوريا الجنوبية الذي أيد عزل الرئيسة «بارك جون هاي» المتهمة بتقاسم معلومات وطنية مع صديقتها «شوي سون سيل» والتواطؤ معها لاستخلاص ملايين الدولارات من الشركات الكبرى في البلاد، معتبرةً أن هذا الحكم يتزامن مع تصاعد التوتر، ليس فقط مع جارتها المثيرة للقلق في الشمال ولكن أيضاً مع الصين. وقالت الصحيفة إن هذه التطورات تأتي في وقت يكتنفه عدد من التحديات: الأول هو الإصلاح الدستوري الذي سيقلص صلاحيات «الرئاسة الإمبراطورية» حيث يتعين على ساكن «البيت الأزرق» الجديد أن ينفذ تعهدات بتقليص سلطته في نهاية المطاف. والتحدي الثاني هو مواجهة ما يعرف في كوريا الجنوبية بالـ«شيبول»، أو الشركات الكبرى التي تهيمن على اقتصاد البلاد. وهذه الشركات اعتبرت تاريخياً محركات للدينامية الاقتصادية للبلاد، ومنحت قدراً كبيراً من الحرية سعياً وراء الربح والسلطة. ولكن الكوريين العاديين ضاقوا ذرعاً بتجاوزاتها، ولم يعودوا يرون فائدة في استمرار استفادتها من الامتيازات التي تمنحها لها الدولة. والتحدي الثالث هو التحدي المستمر الذي تمثله كوريا الشمالية. فعلى رغم 9 سنوات من الحكومات المتشددة في سيؤول، إلا أن بيونج يانج ما زالت على تعنتها، لا بل لم تزدد إلا خطورة. ونتيجة لذلك، فإن الكوريين الجنوبيين قد يكونون مستعدين اليوم لتجريب خيار التعامل مع كوريا الشمالية، الأمر الذي من المحتمل أن يوتر العلاقات مع واشنطن وطوكيو. والتحدي الرابع هو الصين التي أثار حفيظَتها قرارُ حكومة «بارك» نشر نظام دفاع صاروخي أميركي متطور في كوريا الجنوبية. ورداً على ذلك، مارست بكين، التي تقول إن النظام يطرح تهديداً بالنسبة لأمنها، ضغطاً متزايداً على كوريا الجنوبية. وبالنظر إلى تصميم سيؤول على المضي قدماً في نشر النظام، فإن الصين تهدف اليوم إلى التأثير على السياسة الرئاسية عبر ترهيب الناخبين الكوريين الجنوبيين بدلاً من السعي لتغيير السياسة الأمنية. أما التحدي الأخير، فهو علاقة كوريا الشمالية مع اليابان. وفي هذا السياق، تقول الصحيفة إن على طوكيو أن تسعى للتواصل مع الإدارة الجديدة، بغض النظر عن من سيفوز بالرئاسة من أجل تذكيرها ب«بواعث القلق والقيم والمصالح المشتركة» التي تجمع بين البلدين، وفي مقدمتها احترام العملية الديمقراطية التي التزم بها الكوريون الجنوبيون طيلة هذه الفترة العصيبة. إعداد: محمد وقيف