لطالما كان هدف توفير بيئة معيشية رفيعة المستوى وتحقيق سعادة أفراد المجتمع، هما اللبنة الأساسية التي انطلقت منها دولة الإمارات العربية المتحدة منذ نشأة اتحادها نحو التقدم والنمو، وكانت النواة الأساسية التي انطلقت منها رؤية ونهج قائمان على الإبداع والابتكار، بهدف تحقيق الرخاء والسعادة لكل من يعيش على أرض وطن الخير، ويعود الفضل في ذلك إلى الوالد والقائد المؤسس المغفور له -بإذن الله تعالى- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي غرس هذا النهج ليكون أساساً للبناء والتنمية، وظل هذا النهج هو كلمة السر في مرحلة التمكين التي أطلقها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ويسير وفق الرؤية ذاتها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، الذين يبذلون جهوداً حثيثة مستمرة لتبني خطط تنموية تستهدف تحقيق الرفاهية والأمن والحياة الكريمة والسعادة لكل فرد، الأمر الذي انعكس إيجاباً على مستوى جودة ونوعية الحياة في الإمارات. وهذا ما أكده حديثاً استطلاع «ميرسر» لجودة الحياة 2017 للشرق الأوسط، حيث تصدرت مدينتا دبي وأبوظبي جودة الحياة على مستوى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وجاءت دبي في المرتبة 74 في الترتيب العالمي، ما يجعلها المدينة الأبرز في المنطقة للعام الخامس على التوالي. وتأتي بعدها مباشرة أبوظبي التي صعدت ثلاث نقاط عن استطلاع العام الماضي، واستحوذت على المركز الـ79، حيث يعزو روب ثيسين، مدير انتقال المواهب للشرق الأوسط في «ميرسر»، ذلك إلى التحسينات التي أحرزتها في البنية التحتية. وفي هذا السياق، ووفقاً لاستطلاع «ميرسر» -الذي يعد الأشمل في العالم، حيث يركز على البيئة السياسية والاجتماعية، إضافة إلى الرعاية الطبية والصحية والخدمات العامة ومرافق الترفيه والبيئة الطبيعية، فضلاً عن عوامل أخرى كثيرة - احتلت دبي أعلى مرتبة أيضاً في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا من حيث جودة البنية التحتية، واستحوذت على المرتبة (51) في الترتيب العالمي من خلال هذا الاستطلاع، لتتمكن من إعادة تأكيد مكانتها بصفتها مركزاً مرموقاً للأعمال في المنطقة. وفي الوقت الذي احتلت فيه دبي أعلى مركز، لم يتمكن إلا عدد قليل من المدن الأخرى في المنطقة من الدخول إلى قائمة المئة، ومنها أبوظبي (67) وبورت لويس (94) ومسقط (97) والدوحة (96). في السياق ذاته، كشفت نتائج استبانة عالمية أجرتها «برنزويك» الشركة الاستشارية المتخصصة في العلاقات المؤسسية، أن سكان دولة الإمارات العربية المتحدة هم الأكثر تفاؤلاً في العالم وينظرون بإيجابية بالغة إلى الدولة وإلى المستقبل الذي ينتظرهم. هذه المؤشرات تشير بوضوح إلى ما تتمتع به الدولة من قيادة رشيدة مخلصة تتفاعل بشكل متواصل مع احتياجات شعبها، وتعمل على توجيه موارد الدولة كافة من أجل إسعاده، وتضع أولويتها الرئيسية العمل على رفاهية شعبها من خلال منظومة متكاملة من السياسات والاستراتيجيات العامة والمبادرات الفريدة التي تستهدف الارتقاء بالإنسان الإماراتي في المجالات كافة، وتوفير أعلى مستويات البنية التحتية المتطورة من طرق ومواصلات ومساكن وغيرها، فضلاً عن حالة الأمن والاستقرار السائدة في المجتمع على المستويات كافة، والتي يدركها جميع من يعيش على أرض الدولة. تكرس القيادة الحكيمة لدولة الإمارات العربية المتحدة جهودها لتحقيق الشعور بالرضا والإحساس بالسعادة لدى أبناء الوطن، وتضع تنمية الإنسان ورفاهيته في صدارة الأهداف الوطنية الاستراتيجية بما يتماشى وتحقيق «رؤية الإمارات 2021»، وتبرهن المرتبة المتقدمة التي تحظى بها الإمارات في التقارير الإقليمية والدولية التي تقيس مؤشرات تتعلق بالرضا العام لأفراد المجتمع إزاء مستوى المعيشة، وكذلك تصدرها قائمة الدول العربية الأكثر سعادة، وظهورها بين أفضل الدول السعيدة عالمياً، على نجاح تلك السياسات التنموية التي تطبقها الدولة في شتى المجالات، وتستهدف من ورائها توفير مقومات العيش الكريم والرفاه لجميع أفراد المجتمع. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية