تنطلق اليوم الأحد، وعلى مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، فعاليات أسبوع المرور الخليجي الموحد في نسخته الثالثة والثلاثين، تحت شعار «حياتك أمانة»، وتستمر حتى 18 مارس الجاري، برعاية الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وتقام فعاليات الاحتفال هذا العام في المكان المخصص لها بدرب الساعي بمشاركة 60 شركة وجهة عارضة بالمعرض المروري، و20 مدرسة تعرض أحدث وسائل التوعية، و70 محلاً بفعالية سوق واقف تعرض المقتنيات التراثية. ويأتي ذلك في إطار حرص دول الخليج العربية بشكل عام ودولة الإمارات بشكل خاص على إيجاد بيئة آمنة على الطرق في الدولة بما يتوافق مع استراتيجية الحكومة للحد من الحوادث وضمان سلامة الأشخاص والممتلكات من خلال تكريس حالة من الوعي المروري وإيجاد ثقافة مرورية إيجابية بين فئات المجتمع المختلفة، وإشراكهم في جهود رفع معدلات السلامة المرورية التي باتت توجهاً عالمياً تسعى دول العالم أجمع إلى تحقيقه. وتتمثل الأهداف الرئيسة لأسبوع المرور الخليجي الموحد في نشر الوعي والثقافة المرورية للحد من المخالفات ومعالجة السلوكيات المرورية الخاطئة، وتعزيز الجوانب الإيجابية لدى سائقي المركبات، وتوعية أفراد المجتمع بمخاطر الحوادث المرورية وآثارها السلبية الآنية والمستقبلية، كما يعد أسبوع المرور مناسبة لتبادل الخبرات والتجارب المرورية من خلال تبادل الوفود بين دول المجلس للاطلاع على أبرز وآخر المستجدات من الأنشطة والقوانين والأساليب المرورية من أجل الوصول إلى الهدف المنشود للجميع وهو خفض عدد الوفيات والإصابات، فضلاً عن أن أسبوع المرور يجسد التضامن والتكامل بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ويبرهن على أن مسيرة التعاون المروري بين الدول الشقيقة قطعت شوطاً كبيراً، كونها تنطلق من قواعد راسخة وركائز عميقة الجذور. يتضمن أسبوع المرور برنامجاً حافلاً من الفعاليات والأنشطة والبرامج المتنوعة التي تخدم أهداف شعار أسبوع المرور، من ندوات ومحاضرات ثقافية تختص بالسلامة المرورية، إلى جانب فقرات ومسابقات وأنشطة ترفيهية يومية ذات طابع توعوي، منها تكريم عناصر دوريات المرور، وتتمثل أبرز الفعاليات التوعوية لأسبوع المرور الخليجي لهذا العام في الحد من السرعة وعدم استعمال الهاتف النقال أثناء القيادة وربط حزام الأمان وعدم الوقوف في الأماكن المخصصة للمعاقين، والتي تعد بمنزلة رسالة إلى المجتمع بمختلف مؤسساته ومنظماته وأفراده ودعوة إلى الجميع لتحمل المسؤولية كإسهام مجتمعي شامل في صياغة مستقبل أفضل للثقافة المرورية المجتمعية، حيث يركز أسبوع المرور الخليجي على الجانب التوعوي من دون النظر إلى التشدد في التعامل مع مرتادي الطرق من قائدي المركبات. إن تعزيز السلامة المرورية يتحقق من خلال العمل على تحسين الثقافة المرورية السائدة لدى كثير من أفراد المجتمع، وتتضمن الثقافة المرورية جانبين هما القواعد واللوائح المرورية، بالإضافة إلى التوعية بخطورة معدلات الحوادث المرورية. ومما لا شك فيه أن الوصول إلى هذا الهدف لن يتم بجهود منفردة، وإنما يتطلب تضافر الجهود بين جميع أفراد المجتمع، ودعم دور الإعلام ومؤسسات التنشئة المختلفة كالأسرة والمدرسة والجامعة في تنمية الثقافة المرورية باعتبارها مظهراً أساسياً من مظاهر التطور والرقي الحضاري الذي تشهده دولة الإمارات في مجالات عديدة، ووفقاً للإحصائيات الحديثة، استطاعت دولة الإمارات العربية المتحدة تقليل نسب الوفيات والإصابات الناجمة عن الحوادث المرورية بدرجة كبيرة كادت تقترب من المعدلات العالمية في هذا الشأن، ما يعني أن باستطاعة الإمارات أن تصل في المستقبل القريب إلى انعدام الوفيات الناتجة عن حوادث الطرق بشكل كامل، وإيجاد بيئة مرورية عالمية تتناسب مع ما ارتقت إليه من تقدم في مختلف القطاعات التنموية الأخرى، خاصة في ظل سعيها المتواصل إلى تطبيق أحدث النظم فيما يتعلق بالسلامة المرورية على الطرق، والاستفادة من التجارب العالمية المميزة في هذا الشأن. عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية