قبل عقد مضى، كتبت عن زوال «المحادثات المؤقتة»، وبينما أصبحت أجهزة الكمبيوتر في كل مكان، حدثت بعض التغييرات غير المقصودة أيضاً، فقبل أجهزة الكمبيوتر، كان ما نقوله يختفي بمجرد التفوه به، ولم تكن المحادثات المباشرة أو الهاتفية تُسجَّل عادة، وأما المحادثات الدائمة فكانت شيئاً مختلفاً وخاصاً، وكنا نصفها بـ«المراسلات»، وغيرت «الإنترنت» ذلك، فأصبحنا الآن نتبادل الرسائل النصية والبريدية عبر «فيسبوك» و«إنستجرام» وغيرها من البرامج. وهذه المحادثات، مع الأصدقاء والأحباء والزملاء والموظفين، يمكن تعقبها إلكترونياً. ورغم ذلك، لا زلنا نتصور أن الرسائل مؤقتة، وننسى أنه يتم تسجيلها وأصبحت دائمة مثل المراسلات. وفي هذه الأثناء، اشتهر استغلال كبريات الشركات لبياناتنا من أجل التلاعب السيكولوجي، تحت مسمى «الإعلانات»، وكذلك تستخدمها الحكومات لإنفاذ القانون والسيطرة الاجتماعية، في بعض الدول، لكن خلال العام الماضي، كشف قدر هائل من الأخبار مدى خطر وقوع هذه البيانات بأيدي القراصنة الإلكترونيين، وتأثيرات قرصنتها، ونسخها ونشرها على شبكة الإنترنت، وهو ما نصفه بـ«استقاء المعلومات الشخصية». واستقاء المعلومات الشخصية ليس أمراً جديداً، لكنه أصبح أكثر شيوعاً. وتعرضت له مؤسسات وشركات وأفراد وحتى وكالة الأمن الوطني ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية. وتبقى البيانات في أجهزة الكمبيوتر وما يسمى بـ«السحابة الإلكترونية»، وستظل عرضة لخطر القرصنة والنشر على شبكة الإنترنت. واستناداً إلى أهمية وتفاصيل البيانات، ربما يحتاج المرء إلى استراتيجيات جديدة لتأمين حياته الخاصة. وهناك طريقتان أساسيتان، من بين طرق أخرى، يمكن للقراصنة من خلالهما الولوج إلى بريدك الإلكتروني ومستنداتك الخاصة. وإحداهما تخمين كلمة المرور. وبهذه الطريقة استحوذ القراصنة على الصور الشخصية للمشاهير من برنامج «آي كلاود» في 2014. والطريقة الثانية من خلال ما يعرف بتطبيق «السؤال السري» الذي يمكن من خلاله تغيير كلمة السر في حالة النسيان. لذا، على المستخدم دائماً عدم اللجوء إلى كلمات مرور يمكن تخمينها. ويفضل عدم استخدام تطبيق «السؤال السري» أو جعل الإجابة عليه عشوائية بحيث لا يمكن تخمينها. وتبقى الطريقة الأفضل لحماية الملفات حفظها بعيداً عن شبكة الإنترنت! بروس شنير: خبير التكنولوجيا الأمنية ومحاضر في جامعة «هارفارد» يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»