تتكرر بانتظام تصريحات إيرانية مستفزة ومعادية لدولة الإمارات العربية المتحدة، في إصرار عجيب من قبل إيران على رفض مبادئ وتقاليد حسن الجوار بين الدول، رغم أن الإمارات كانت ولا تزال تمثل أهم شريان لإنقاذ الاقتصاد الإيراني من الانهيار الشامل خلال العقود الثلاثة الماضية، لكن النكران وتضخم الذات لدى الإيرانيين يقود تفكيرهم ويحكم تصريحاتهم المليئة بالحقد والكراهية. ويبدو أن المسؤولين الإيرانيين غارقون في الأوهام الفارسية العنصرية التي ستكون سبباً في إنهاء نظامهم، كما انتهت كل الأنظمة الفاشية وأصبحت مجرد مادة للعبرة في كتب التاريخ والأفلام الوثائقية. لا جديد بشأن تخرصات الإعلام الإيراني وتصريحات الموتورين من مسؤولي طهران، سوى أن السياسة الإيرانية تغرق أكثر في الإدمان على منهج الهروب من مواجهة الحقائق، بالقفز إلى الأمام، والاعتماد على الإنكار وتعمد خلط الأوراق للتخلص من المآزق المتعددة. وبشأن قضية جزر الإمارات الثلاث التي تحتلها إيران، نجحت الإمارات في فضح همجية النظام الإيراني وعدائيته وتهربه من القبول بالتحكيم الدولي حول السيادة على جزر: طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى. واعتمدت الإمارات على خطابها السياسي العقلاني الهادئ في كل المحافل، تعبيراً عن الثقة بالذات وبالحقوق القانونية في السيادة على جزرها المحتلة، لكن رد الفعل الإيراني يتصف دائماً بالحماقة التي لا تنفي حق الإمارات في الجزر بقدر ما تؤكده. وكلما أوغلت تصريحات الإيرانيين في العدائية بسبب هذا الملف، قدموا بأنفسهم الأدلة على اهتزاز موقفهم وتخوفه من التحكيم الدولي. غير أن النهج الإيراني في الإنكار والهروب إلى الأمام، بلغ مستوى من الصفاقة يثير السخرية، و تعبيراً عن مدى سخافة منطق الساسة الإيرانيين وأسلوبهم المعتاد في المراوغة. ومن الطبيعي أن تلقى هذه الادعاءات تجاهلاً مستحقاً من قبل سلطات دولة الإمارات، إذ من غير المعقول أن يتم الرد على ادعاءات سخيفة لا يقبلها عقل ولا منطق. لأن الهدف منها هو التهرب من مناقشة وحل القضية الجوهرية العالقة بين الجانبين، أي قضية الجزر الثلاث المحتلة من قبل إيران. وبالنسبة للإمارات، وكما هو معلن وثابت في سياستها، فإنها سوف تستمر في المطالبة بجزرها الثلاث، وهي تملك الثقة الكاملة بملكيتها لجزرها، وأيضاً بقدرتها على حماية أرضها وسيادتها وصد أي حماقة إيرانية. وعلاوة على ثقة الإمارات بقوتها وعزيمة جيشها، فإنها من باب الالتزام بالأعراف والمواثيق الدولية، تُبقي أبواب السياسة مفتوحة ومشرعة لترسيخ الاستقرار في مياه الخليج العربي، وذلك انطلاقاً من الشعور بالمسؤولية حيال السلم والتعايش الدوليين. على حكام طهران ونوابها البرلمانيين الذين لا يحسبون حساباً لما يتفوهون به من تصريحات عدوانية، أن يدركوا خطورة ما يقولونه، ومدى تأثيره على إطالة أمد مراهقة نظام بلدهم واستمراره في استهلاك الشعارات الجوفاء لتخدير الشعب الإيراني المنكوب. لأن الموهبة الوحيدة التي تمتلكها منظومة الحكم الإيرانية، وبرعت فيها حتى الآن، هي صناعة الكراهية واستعداء الآخرين. وهذا ليس من سلوك الدول الحديثة في هذا العصر. وإلا فكيف نفسر قيام وسائل إعلام طهران بنشر تقارير وتصريحات تتحدث عن نوايا إيرانية رسمية لمواجهة مطالبة الإمارات بجزرها المحتلة عبر ادعاء ملكية إيران لجزيرتين إماراتيين؟ ومن بين الذين اشتركوا في هذه الحملة العدائية بشكل رسمي أعضاء في مجلس الشورى الإيراني. وينسى هؤلاء أن لآباء الإمارات وأجدادها صلة روحية بكل شبر من أرض الدولة وشواطئها وجزرها التي تزين الخليج العربي.