‎ كلمتكَ سيدي هي صمام أمان لشعبك.. رجل التحديات يتحدث إلى الشباب ويرسم خريطة الطريق للمستقبل. صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد يُذكّرنا بما يجب أن يكون عليه الإماراتي في المستقبل القريب. قد حققت بعزمك ومتابعتك ما عجزت عنه الجيوش، ليس لأنك الأقوى عتاداً، بل لأن فكرك وعطاءك هو الأغنى إيماناً بقداسة الأرض وحق خدمتها، ولأن من يفرط بأرضه أو يبخل بجهده وماله ودمائه لا يستحق شرف أن يحمل هويتها. لقد منّ علينا الله ببطل وطني إنساني نكبر به ونعتز، بقدر ما نكبر ونعتز بطوابير الشهداء الذين قدموا حياتهم لتحرير الوطن العربي من الإرهاب، فمنعت بصلابة الإيمان والوعي دفع البلاد إلى الفتنة مؤكدة الوحدة الوطنية. أبو خالد، الوجه الباسم، القلب الكبير، الفكر الثاقب، الكف التي تُعلّم الجود الجود، كلما لاح مُحياه سارعت الابتسامة إلى شفاه أبنائه وإخوانه من سكّان الدولة وزائريها، وأينما حضر فهو الوحيد المُلفت للأنظار وكأن ما عداه ملغى اختياراً من أعين الآخرين، وهبه الله تعالى «كاريزما» من نوعٍ مختلف لا يُشابهها أحد ولا تُشابه أحداً، يعشقه الأطفال لدرجة الجنون وليس هناك ما هو أطهر وأنقى من قلب طفل، ويتشبّه به جيلٌ حالي وجيلٌ بدأ يشبّ عن الطوق، ويرى به الكبار امتداداً لزايد الخير، رحمه الله تعالى، حتى صار من المألوف أن تسمعهم يرددون دوماً: «اللي خلّف محمد ما مات»، وأنّى يموت الخير وقد سما ونما فأظلّ وأنعم ولم يطلب في يومٍ شُكراً من أحد أو مدحاً من فئة! أبو خالد، الفكر الوقّاد والنظرة البعيدة.. نتاج عظيم تحقق بفضل توفيق الله تعالى أولاً ثم فكره وجهده وتفانيه من أجل وطنه وشعبه، ففي كل مجال أصبح لأبوظبي مركزُ سبْق بين حكومات العالم المتقدم، ولئن كان سموّه ممن لا يهتم بجمع الجوائز بل همّه رفع مستوى معيشة شعبه وكفاءة مؤسساته إلا أنّ نيل المراكز الأولى دوماً هو دليلٌ دامغ على عظمة العمل المنجز وسلامة التخطيط وصدق النوايا وعلو سقف الطموحات، فالكبير لا يرى المحال إلا تحديّاً جديداً له ولتطلعاته وأحلامه. أبو خالد، القلب المُحب لشعبه، والذي ألفنا رؤيته يشارك أبناءه وإخوانه أفراحهم ويشاطرهم أحزانهم، فمن خيمة فرح إلى منزل عزاء، ومن حفل تكريم إلى موقع حادث، ومن مشاغل لقاءات رؤساء دول وحكومات ومن زيارات إمارات الدولة فقد كُنتَ ولا زلت وستبقى الأب الرحوم والأخ المشفق والملاذ وبارقة الأمل لمن غُلِّقتْ بوجههم أبواب الدنيا. أبو خالد، المثقف ومحب العلم والذي أعاد سيرة الخلفاء الكبار بمجالس العلم والفكر التي يستضيفها بقصره ويؤمها لفيفٌ من أهل الفكر والدين والثقافة مما شكّل ثورةً في منظومة العمل المؤسسي وبُعداً جديداً لآفاق الفكر ومساراً مختلفاً ومتزناً لأدبيات الحوار العلمي والنقاش الحُر، ثم بإطلاق مبادرة «كلمة» لترجمة النتاج العالمي المعرفي لرفد العقلية العربية بآخر ما توصل إليه العالم المتقدم في مختلف الفنون، وإحياءه للأدب العربي من سُباته بشقّيه الفصيح والعامي حتى أصبحت أبوظبي منارة للأدب وقِبلةً للأدباء والشعراء. أبو خالد، القائد الملهم والعسكري المخضرم، والذي بجهوده أصبح سلاحنا الجوي أحد أقوى الجيوش الجوية في الشرق الأوسط، وجيشنا البري من أهم ركائز قوات "درع الجزيرة". انظروا إلى أبطالنا وما حققوه في "عاصفة الحزم وإعادة الأمل". سيدي سيكون أبناؤك كما تريد وكيفما تحلم.. سيدي ها هي الأقلام تسرد لك حب شعبك لك، ويقينهم التام بأن هناك قيادة عملت الكثير من أجلنا وسنعمل المستحيل من أجلها. سيدي حفظك الله لنا ذخراً، لنا أباً، لنا قائداً، نفخر به في عالم خذلوا فيه الكثير من الشعوب.. سيدي لا يسعنا القول سوى كلمة واحدة: قلوبنا على قلبك وأيدينا على يدك وألسنتنا لا تلهج إلا بحبك ونفوسنا لا تحمل إلا كبير العرفان لما فعلته.. وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «خيارُ أمرائكم الذي تحبونهم ويحبونكم»، فاللهم إننا نعلم أنّ أبا خالد يحبنا فاشهد بأننا نحبه! مهره سعيد المهيري* *كاتبة إماراتية