صراع «بانون-بنس».. وجدار بلا تفاصيل «واشنطن بوست» في مقاله المنشور بـ «واشنطن بوست» يوم الأحد الماضي، وتحت عنوان «كيف تستطيع بقية دول العالم تشكيل سياسة ترامب الخارجية؟»، نوّه «جاكسون ديل» إلى أن حكومات العالم باتت تهتم بالصراع القائم في واشنطن والذي يتمحور حول سياسة ترامب الخارجية. فهل تسير الأمور وفق المنطق القومي- العرقي الذي يتبناه ستيفن بانون، كبير الاستراتيجيين في إدارة دونالد ترامب، أم حسب الرؤى المحافظة لنائب الرئيس «مايك بنس». الكاتب يرى أن خطاب الرئيس ترامب أمام الكونجرس الأسبوع الماضي تضمن شيئاً من رؤى «بنس» كتلك المتمثلة في مدح حلف شمال الأطلسي، وحمل أيضاً في طياته أفكاراً يتبناها «بانون» كتلك التي تظهر في مقولة لترامب بأنه ليس من متطلبات وظيفته أن يمثل العالم. وحسب الكاتب، فإن أميركا لربما تكون رقم 1 في عالم ترامب، لكن العالم بدأ يدرك أن هذا الصراع لن يكون قائماً فقط داخل واشنطن، ذلك لأن حلفاء الولايات المتحدة وخصومها سيفعلون ما بوسعهم، لتشكيل اتجاهات ترامب التي تظهر عبر السجالات الدائرة في البيت الأبيض. الكاتب تطرق إلى «الحرب الحضارية» التي يتحدث عنها «بانون»، وطرح الوضع في العراق كمثال عليها، ترامب استثنى العراق من قائمة الدول الإسلامية التي حظر على مواطنيها دخول الولايات المتحدة، فالبرلمان العراقي صوت بعد قرار الحظر الأول الذي تضمن مواطني العراق من أجل فرض حظر مماثل على الأميركيين، كما قام وكلاء إيران في بلاد الرافدين بالدعوة إلى طرد القوات الأميركية المعنية بمحاربة «داعش». كما أن وزير الدفاع «جيم ماتيس» سيمهد لتضارب بين ترامب و«بانون»، وذلك من خلال جمع ملفات العراق واليمن والصومال والسودان معاً، ما سيلحق الضرر بالحرب على «داعش»، ويقدم- على حد قول «ديل» انتصاراً سهلاً لإيران. ويرى الكاتب أنه في هذه الحالة ستكون للحكومة العراقية كلمتها، كما أن إزالتها سيحبط الذريعة التي يستند عليها «بانون» والمتمثلة في الحرب اليهودية- المسيحية ضد الإسلام الراديكالي. وبالنسبة للمكسيك، التي تواجه الآن رؤية ترامب التي تنطوي على مخاطر اقتصادية وتهم بالتسبب في إغراق السوق الأميركية، فإن مسؤوليها يستطيعون أن يوضحوا لمبعوثي «ترامب» أن لديهم وسائل للرد على سياساته، وبمقدورهم رفض قبول من سيتم ترحيلهم من المكسيكيين الموجودين داخل الولايات المتحدة، وهذا أمر قد يشغل محاكم الهجرة الأميركية لسنوات. الكاتب يرى أن الانتخابات التي سيتم إجراؤها في عدة دول أوروبية خلال الفترة المقبلة، ستشكل نقطة تحول بالنسبة للولايات المتحدة والغرب عموماً، انتخابات في فرنسا وهولندا وألمانيا وربما إيطاليا. وأنصار «بانون» في هذه الدول سيدعمون الحظر على المهاجرين، ويؤيدون تفكيك الاتحاد الأوروبي. لكن في هولندا يتوقع قليلون أن «خيرت فالدرز» زعيم حزب «الشعب من أجل الحرية والديمقراطية» اليميني المتطرف سيكون قادراً على تشكيل حكومة، وحتى «مارين لوبان» زعيمة «الجبهة الوطنية» المحسوبة على اليمين المتطرف، والتي يتوقع البعض أنها ستفوز في الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة الفرنسية المزمع إجراؤها في 23 أبريل المقبل، حلت في المرتبة الثانية بعد «إيمانويل ماكرون» المنتمي لتيار «يمين الوسط»، الذي يدعم الاتحاد الأوروبي ويؤيد «الناتو»، وفرصة «لوبان» بالفوز في مايو المقبل، حيث الجولة الأخيرة للاستحقاق الرئاسي الفرنسي، أقل من 5?. وفي ألمانيا، يتوقع الكاتب صعود «مارتن شولتز» بديلاً عن المستشارة أنجيلا ميركل، علماً بأن هذا الرجل قد طوّر شعاراً مناوئاً لترامب هو «لنجعل أوروبا عظيمة مرة أخرى»، وإذا سارت الأمور على هذا النحو، سيجد ترامب نفسه في الخريف المقبل، أمام عالم يؤكد أهمية الاتحاد الأوروبي، عالم لا تتعاون فيه روسيا، وتتواصل فيه الحرب على «داعش»، ما يستوجب تعاوناً أكثر مع العراق والدول ذات الغالبية المسلمة. «ذي كريستيان ساينس مونيتور» في افتتاحيتها ليوم الخميس الماضي، وتحت عنوان «اختبار مبكر لشعار (أميركا أولاً) داخل الأمم المتحدة»، أثنت «ذي كريستيان ساينس مونيتور» على قرار اقترحته الإدارة الأميركية في مجلس الأمن الأسبوع الماضي، ويقضي بمعاقبة سوريا جراء استخدامها أسلحة كيمياوية بحق المدنيين السوريين. الصحيفة وجدت في الخطوة الأميركية دعماً لقيم طالما دافعت عنها واشنطن، خاصة حماية الأبرياء بمناطق تمور فيها الصراعات. وحسب الصحيفة، عندما طرح ترامب مقاربة «أميركا أولا» على صعيد السياسة الخارجية، لم يكن واضحاً هل هو يقصد الشعب الأميركي أولاً أم القيم الأميركية أولاً، لكن بعد وقوع أول مواجهة مع روسيا داخل مجلس الأمن، من خلال طرح فرض عقوبات على شخصيات سورية لضلوعها في استخدام أسلحة كيمياوية ضد المدنيين، بدت الصورة أكثر وضوحاً. الموقف الذي اتخذته «نيكي هالي» سفيرة واشنطن في المنظمة الدولية استند إلى تقرير أممي جيد يتضمن قيام طائرات عمودية سورية خلال العام الماضي بإسقاط قنابل الكلور المحرمة دولياً على مناطق مكتظة بالسكان، ما أدى إلى إصابة المئات من المدنيين، وهو ما يراه التقرير جريمة حرب بحق المدنيين. روسيا والصين اعترضتا على القرار، فالبلدان استخدمتا حق النقض «الفيتو» لمنع تجميد أصول وفرض حظر على سفر 11 من القيادات العسكرية والتنفيذية السورية.. وقد أعربت السفيرة الأميركية عن حزنها لقيام بعض الدول بتوفير الأعذار لدول أخرى تقل مواطنيها. القرار المقترح وكلام السفيرة يبثان نوعاً من الطمأنينة على العرف الدولي الذي يُجرم استخدام أسلحة الدمار الشامل التي تقتل المدنيين دون تمييز خاصة الأسلحة الكيمياوية والبيولوجية. «واشنطن تايمز» خصص «ستيفن دينان» تقريره المنشور في «واشنطن تايمز» الاثنين الماضي، لرصد ما يثار من سجالات حول الجدار الحدودي الذي ينوي ترامب تدشينه على حدود بلاده مع المكسيك. الكاتب التقط مداخلة كان «مايك ملفاني» مدير الميزانية في البيت الأبيض قد أجراها في محطة إذاعية مطلع الأسبوع الجاري، وقال خلالها إن تكلفة تدشين ميل مربع من الجدار الحدودي مع المكسيك تتراوح ما بين 8 إلى 25 مليون ميل، وإنه لا توجد قرارات واضحة بشأن الطريقة التي سيتم بها بناء الجدار. البيت الأبيض - حسب ملفاني- سيطلب خلال الأسبوعين المقبلين تمويلاً لهذا الغرض، لكن التفاصيل الكاملة المتعلقة بتكلفة البناء لن تظهر قبل الإفصاح عن ميزانية عام 2019. الجدار سيتم بناء أجزاء منه بدلاً من تمديد ساتر إسمنتي متماسك على حدود يصل طولها 1950 ميلاً. الأمر يتوقف على نوعية الجدار: حديدي.. إسمني، أم الاثنان معاً، والمسألة لها علاقة بما هو الجدار الذي نريد بنائه. ترامب جعل منه قضية جوهرية في حملته الانتخابية لكنه قدم تفاصيل متضاربة، مؤكداً في الوقت نفسه على أن يريد جداراً وليس سياجاً.