إن وزير العدل الأميركي «جيف سيشنز» خذلته الذاكرة هذا الأسبوع، أو بشكل أدق، خذلته في العاشر من يناير أثناء جلسة تأكيد تعيينه في منصب وزير العدل، عندما قال لعضو مجلس الشيوخ الديمقراطي عن ولاية مينيسوتا، «آل فرانكين»: «لقد تم إطلاق صفة ممثل لترامب عليّ مرة أو مرتين أثناء الحملة، ولم أقم بأي اتصالات مع الروس، ولا أستطيع التعليق بشأنها». غير أنه فعل ذلك مرتين في الواقع. وكما ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأسبوع الماضي، فقد التقى سيشنز والسفير الروسي «سيرجي كيسلياك» خلال المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري في يوليو، وبعدها مرة أخرى بمكتبه في سبتمبر. في البداية، حاول سيشنز تفسير هذا التناقض الظاهري من خلال الإشارة إلى أنه التقى مع كيسلياك بصفته عضواً في مجلس الشيوخ، وليس كوكيل لحملة ترامب، ما يجعل رده على فرانكين جيداً. وعندما بات من الواضح أن هذا لن ينجح، قرر سيشنز أنه بصدد التنحي عن كل التحقيقات التي تجريها وزارة العدل بشأن حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2016، أملا في أن يخمد هذا الجدل. ورغم ذلك، فإن سيشنز لم تكن لديه إجابة جيدة في رده على فرانكين. وقال يوم الخميس: «لقد أذهلتني هذه المعلومات الجديدة تماماً»، في إشارة إلى التقرير الذي أوردته شبكة «سي إن إن» حيث استشهدت بما ذكره فرانكين فيما يتعلق بالاتصالات الروتينية بين حملة ترامب ومسؤولي الاستخبارات الروسية. «لقد أدهشني ذلك للغاية، وهذا ما ركزت إجابتي عليه. وقد كان يجدر بي أن أتمهل وأقول إنني لم ألتق مسؤولا روسياً واحداً عدة مرات». نعم، كان يجب عليك فعل ذلك. ويبدو غريباً بالنسبة لي أن سيشنز قد نسى ببساطة، لأن سؤال فرانكين أربكه، أنه لم يلتق فقط بمسؤول روسي، بل اجتمع أيضاً بالسفير الروسي. ورغم ذلك، فإن نهاية الأسبوع الحافلة بالنسبة لسيشنز، تُوِجَت مساء السبت عندما خصص برنامج «ساترداي نايت لايف» فقرته الأولى لسيشنز، وصوره كشخصية بطل فيلم «فوريست جامب» (وهو شخص بطيء الفهم). ربما لا تكون الأسابيع القادمة أفضل حالا بالنسبة لسيشنز، فقد قيل إن الرئيس ترامب كان غاضباً بشأن قرار وزير العدل النأي بنفسه عن التحقيقات، وهو الغضب الذي يبدو أنه حفز موجة من التغريدات غير المدعومة بسند حتى الآن من جانب ترامب، فيما يتعلق بعملية التنصت على مكالماته، والتي وقعت في برج ترامب في نيويورك بناءً على أوامر من الرئيس أوباما. جيف سيشنز، أبسبب نسيانك نسيت أن السفير الروسي من روسيا؟! حسناً، لقد مررت بأسوأ أسبوع في واشنطن، وهذه تهانئي الخاصة لك! كريس سيليزا: محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»