يمتلك «أليكسي نافالي»- المحامي الذي تحول من ناشط إلى سجين سياسي إلى مرشح رئاسي- صندوقاً كرّسه لفضح الفساد في روسيا. ويوم الخميس الماضي، نشر هذا الصندوق عرضاً لشخصية روسية معروفة جيداً: رئيس الوزراء الروسي «ديمتري ميدفيديف». ويشير التحقيق، الذي نشر على الموقع الإلكتروني لصندوق مكافحة الفساد، إلى أنه في حين أن البعض يصف رئيس الوزراء بأوصاف مثيرة للشفقة، «إلا أنه ليس كذلك». ويزعم صندوق مكافحة الفساد أنه، إلى جانب المنزل الصيفي الذي كشف عنه العام الماضي، فإن ميدفيديف يمتلك قصراً آخر خارج العاصمة موسكو وتبلغ قيمته 5 مليارات روبل، ومنتجعاً جبلياً في منطقة «كراسنودار» في روسيا، وقصراً رابعاً في منطقة «كورسك» (والتي يصفها الصندوق بأنها «منزل أسلاف» ميدفيديف). وعلاوة على ذلك، يزعم صندوق مكافحة الفساد أن ميدفيديف يمتلك أراضي في كراسنودار، ومبنى في سان بطرسبرج وكرمة عنب إيطالية ويخوتاً. وأكثر ما يثير شبهة حول ميدفيديف، إذا صدقنا مزاعم صندوق مكافحة الفساد، أن هذه الممتلكات ليست باسمه، بل باسم عدد من المؤسسات والشركات الخيرية الصورية، والتي تشرف على حيازات تمتد في جميع الأنحاء. إن مئات الأشخاص متورطون في خدمة ميدفيديف وممتلكاته. وهم جميعاً يرون ويعرفون ويفهمون من يمتلك هذه البيوت التي تحميها خدمات خاصة في الدولة الروسية، وفقاً لما جاء في ختام التقرير الذي أعده صندوق مكافحة الفساد. وعندما كان ميدفيديف رئيساً لروسيا خلال الفترة من 2008 إلى 2012، حاول تقديم نفسه على أنه مُصلح، وأنه رد روسيا على صعود الرئيس الأميركي باراك أوباما. بيد أن هذا التقرير يرسم صورة مختلفة تماماً. وعلى الجانب الآخر، رفض المتحدث باسم ميدفيديف هذا التقرير باعتباره دعاية لحملة «نافالي» الرئاسية، وهذا صحيح، على الأقل من زاوية واحدة، وهي أن «نافالي» وصف حزب «روسيا الموحدة» بزعامة الرئيس فلاديمير بوتين كحزب المحتالين واللصوص، وطالما قال إنه سيترشح لخوض الانتخابات لاجتثاث الفساد. إيميلي تامكين: محررة في دورية «فورين بوليسي» ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»