لقد عرفت أستراليا 25 عاماً متواصلة دون كساد. وبفضل قوة الصادرات والإنفاق الاستهلاكي الكبير عاودت مؤخراً التعافي بعد ثالث ربع سنة ضعيف الأداء، مما جعل نمو الإنتاج المحلي الإجمالي يبلغ 2,4%. ومع تعافي أسعار السلع يتوقع البنك المركزي في البلاد أن يبلغ النمو في عام 2017 نحو 3%. وقد يعتقد المرء أن الأستراليين سيحاولون مواصلة السياسات التي أثبتت جدواها على مدار فترة ربع القرن الماضية، وألا يغامروا بدخول أرض سياسية جديدة غير معلومة الخريطة. ولكن هذا الاعتقاد قد لا يكون صائباً. لأن النمو ليس هو الشيء الوحيد الذي يتصاعد الاهتمام به في أستراليا. فالسياسة الشعبوية تتصاعد هي أيضاً. وترى هيئة الإذاعة البريطانية «بي. بي. سي» أن باولين هانسون هي المستفيد الأساسي من «الاستياء المتزايد من السياسة التقليدية في أستراليا» وهو أمر قائم الآن. وهانسون هي زعيمة حزب «أمة واحدة». والحزب يستطيع الفوز بنحو ربع الأصوات في انتخابات ولاية كوينزلاند المقبلة. وتقدم الحزب يتصاعد في استطلاعات الرأي. ويحظى الحزب بدعم أشخاص يرددون عبارات مثل «لدي قيم قديمة» و«نريد فرص عمل أسترالية لأبناء البلد فقط». وربما تضع هانسون نفسها على طريق شخص شعبوي آخر. وقد أشارت ذات يوم إلى أنها ترى في نفسها الكثير من دونالد ترامب. وتعتقد هانسون أن أستراليا قد تغرقها أعداد المهاجرين المسلمين! وربما تكون هانسون هي الأوفر حظا في الحصول على لقب «ترامب أستراليا» ولكنها أيضاً ليست هي اللاعبة الوحيدة في مضمار الشعبوية الأسترالية وتيار اليمين المتطرف. فمن المعروف أن كوري برناردي تركت الشهر الماضي الحزب الليبرالي، من الجناح اليميني، لتشكل حزباً جديداً هو الحزب المحافظ الأسترالي المعادي لمؤسسة الحكم. وقد أعلنت برناردي أنها تسعى للتصدي «لطغيان الواقعية السياسية»! وما زال علينا الانتظار حتى نرى ما إذا كانت برناردي أو هانسون أو أي شعبوي آخر من أقصى اليمين سيحصل على مزيد من الشعبية وسط الناخبين، على نحو يجعل أياً منهم «نجم» الشعبوية المقبل. إيملي تمكين محللة سياسية أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»