كما هو الحال في السياسة، فإن كل أخبار الطقس محلية، لذلك، بينما كانت معظم أميركا تنعم بدفء قياسي هذا الأسبوع، ضربت عاصفة الساحل الغربي محملة ببخار ماء يعادل تدفق نحو عشرة أنهار ميسيسيبي. والنتيجة هي ما رأيناه في نشرات الأخبار المسائية: السدود تنهار، والجسور تتحطم والطرق السريعة غارقة تحت الأمطار والمنازل تختفي تحت سفوح الجبال وسرعة الرياح تبلغ 190 ميلاً في الساعة، والناس يحاولون إيجاد طريقهم عبر مدينة سان خوسيه بولاية كاليفورنيا، في قوارب الإنقاذ. أما الثلوج على جبال سييرا نيفادا فهي عميقة كتلك التي أحاطت بقافلة دونر من الرواد. ولكن مهلاً - أليست كل هذه المياه أمراً جيداً؟ ألم تمر كاليفورنيا بأزمة جفاف طاحنة استمرت لسنوات؟ نعم، إن حالة الجفاف التي دمرت ولاية كاليفورنيا، ثم تبعتها أسوأ موجة من الأمطار الغزيرة هي نماذج للتقلبات الجوية مستقبلاً. إن سدود الأمس تحاول الحفاظ على مناخ الغد. فما الذي نفعله حيال ذلك؟ إننا نبني جداراً يمتد بطول الحدود مع المكسيك لتسوية مشكلة يمكن حلها دون تكلفة كبيرة، فيما تتجاوز تكلفة الجدار 30 مليار دولار. وبعد العاصفة الأخيرة، في «بيج سور»، بولاية كاليفورنيا، على طول الطريق الذي يعانق الساحل الأجمل في العالم، أجبرت الشقوق الكبيرة على إغلاق الجزء الخاص بالطريق السريع1 على جسر «فايفر كانيون». وهو الآن غير قابل للإصلاح. وهناك 2000 جسر إضافي في كاليفورنيا تعتبر دون المستوى هيكلياً. لقد شيدنا الجسور والطرق والسدود لجع الحياة أسهل، وإضاءة المدن والاستثمار في الغد، لكن التركيز الآن ينصب على بناء جدار لا جدوى منه للتخلص من أوهام الغوغائية. خلال حملته الانتخابية، وعد ترامب بتخصيص تريليون دولار للاستثمار في مجال البنية التحتية، لكنه خفض المبلغ إلى النصف، ثم اتضح أن الإدارة لن تقترح شيئاً لهذا العام، لانشغالها بمحاولة حرمان الناس من الرعاية الصحية واعتقال المهاجرين، وإعداد تخفيضات ضريبية لمعالجة نظامنا المعطل! تيموثي إيجان: كاتب أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»