في المستقبل القريب قد تصبح الولايات المتحدة قادرة على تفادي مقتل آلاف بل وعشرات الآلاف من الأشخاص على الطرق والطرق السريعة. ووزارة النقل تقدمت بمشروع «الطريق إلى صفر»، وهو مسعى للتخلص تماماً من قتلى السيارات بحلول 2030. والواقع أن البلاد تتحرك نحو هذا الهدف بالفعل. فعلى مدار العقود القليلة الماضية، حققت الولايات المتحدة تقدماً استثنائياً في خفض قتلى حركة السير. وفي عام 2014، بلغ معدل القتلى أقل من ثلث المعدل الذي كان عليه عام 1980. لكن في العامين الماضيين، شهدنا تصاعداً كبيراً حتى بلغ عدد القتلى 40200 شخص في عام 2016 وهو أعلى رقم في سنوات كثيرة. وأصدرت وزارة النقل تقريراً مفصلًا ، قائماً على أدلة، يحدد بقدر كبير من الدقة الإجراءات التي تمنع الوفيات. ومن بين هذه الإجراءات التطبيق الصارم للقوانين ضد القيادة أثناء الوقوع تحت تأثير الكحول أو المخدرات أو تجاوز السرعة أو استخدام الهاتف أثناء القيادة. وتجنب المناهج غير المجدية في حل المشكلة واتباع الناجع منها قد يوفر المال وينقذ الأرواح في الوقت نفسه. فمن الإجراءات المجدية سحب رخص الأشخاص الذين يرفضون الخضوع لاختبار نسبة الكحول في الدم. كما أن التطبيق الآلي لقوانين تجاوز السرعة المقررة، من خلال استخدام كاميرات ترصد السيارات التي تتجاوز السرعة، يقلص إلى حد كبير الحوادث. والتكنولوجيا الجديدة تساعد كثيراً أيضاً في حماية الأرواح بالطبع. ومنتجو السيارات وشركات التأمين والمسؤولون الحكوميون يعلمون أن الأخطاء البشرية لا يمكن تجنبها استناداً إلى علم النفس المعرفي والاقتصاد السلوكي. وهذه المعرفة يمكن استخدامها في تصميم سيارات وطرق أكثر سلامة للسائقين، مثل تزويد السيارات بكاميرات دعم تحسن الرؤية في الخلف، وهو ما سيكون معيارياً في السيارات عام 2018. كما أن تصميم مطبات بشكل معين على الطرق السريعة في المناطق الريفية يقلص عدد الوفيات. وفي مرحلة تخضع فيها اللوائح المكلفة للفحص الدقيق يجب على إدارة ترامب تبني هذه الجهود وجعلها أولوية، لأن حياة عشرات الآلاف من الأميركيين وذويهم أمر في غاية الأهمية. كاس صنستين* *محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»